النظم التعليمية عند المحدثين في القرون الثلاثة الأولى

الأستاذ / المكي أقلانية

صفحة جزء
المبحث الأول

فضل المذاكرة

لقد كانت للمذاكرة مكانة مهمة في المجال التعليمي عند المحدثين. ويستطيع الباحث أن يتلمس جذورها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومدى رسوخها في عهد الصحابة والتابعين ومن يليهم.

وهي وسيلة من وسائل ترسيخ الحديث في الذهن، وفهم فقهه، وهي المنهج الذي يتبعه السلف والخلف، طلبة وعلماء... [ ص: 75 ]

وقد نوهوا بها غير ما مرة، " فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها " >[1]

وجعلوها موازية للصلاة؛ " فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: الدراسة صلاة " >[2]

كما جعلوها في مقام تلاوة القرآن. وفي هـذا أخرج الرامهرمزي عن المعتمر ابن سليمان عن أبيه قال: " كنا أنا وأبو عثمان النهدي وأبو نضرة وأبو مجلز الأبح ، نتذاكر الحديث والسنة. فقال بعضهم: لو قرأنا سورة؟ فقالوا: ما نرى أن قراءة سورة أفضل مما نحن فيه " >[3]

فإذا كان الأمر كذلك، فلنحاول تتبع أهدافها ورصدها، لتتبين لنا قيمة المذاكرة في كل جيل، والتطور الذي يمكن أن يحدث فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية