أسباب ورود الحديث (تحليل وتأسيس)

الدكتور / محمد رأفت سعيد

صفحة جزء
ارتباط سبب الورود بسبب النزول

وإذا كان ابن دقيق العيد والسيوطي قد نبها - كما مر - إلى هـذه العلاقة، بين أسباب الورود وما كتب فيها، وأسباب النزول وما كتب فيها، فإن المتأمل في هـذه الكتابات، يجد أن المصنفين في أسباب النزول، هـم المشتغلون بالروايات وما يتصل بعلوم الحديث؛ فقد ذكر الإمام الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن"، عناية المفسرين [ ص: 97 ] في كتبهم بمعرفة أسباب النزول، وأنهم أفردوا فيه تصانيف، منهم علي بن المديني >[1] شيخ البخاري ، ومن أشهرها تصنيف الواحدي >[2] .

واتفق الإمام السيوطي مع الإمام الزركشي في وصف كتاب أسباب النزول لأبي الحسن "علي بن أحمد الواحدي النيسابوري" >[3] بأنه أحسنها.

كما يقول السيوطي: ثم شيخ الإسلام حافظ العصر، أبو الفضل ابن حجر >[4] .

غير أن الإمام السيوطي - وقد ألف في هـذا كتابه لباب النقول في أسباب النزول - يذكر في كتابه "الإتقان"، ما يشعر بسبب تأليفه لهذا الكتاب، على الرغم من شهادته بالحسن لكتاب الواحدي، فيقول: ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز، وقد اختصره "الجعبري" فحذف أسانيده، ولم يزد عليه شيئا، وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر كتابا مات عنه مسودة، فلم نقف عليه كاملا، وقد ألف فيه كتابا حافلا موجزا محررا، لم يؤلف مثله في هـذا النوع >[5] . [ ص: 98 ]

وعلى كل حال، فكل من كتب -بعد ذلك- في أسباب النزول، فإن مصادره الأساسية ما ذكر في البرهان، والإتقان، وما جمع من أسباب النزول في الكتب السابقة، ومن أجمع ما كتب من دراسة حديثة في هـذا، ما سطره الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في كتابه "مناهل العرفان في علوم القرآن" >[6] .

وتعود الصلة بين أسباب النزول وأسباب الورود، إلى ما يلي:

التالي السابق


الخدمات العلمية