قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي [الجزء الأول]

الدكتور / أكرم ضياء العمري

صفحة جزء
الوحدة الإسلامية ضرورة يفرضها الواقع

1- أهمية ظهور كتلة عالمية قوية قادرة على حماية مصالح المنطقة أمام التكتلات العالمية الأخرى.

2- الاتجاه نحو الوحدة مساير للاتجاهات العالمية المعاصرة نحو التمركز سياسيا واقتصاديا ومواجهة الآخرين بالتضامن والتخطيط الشامل والأبعاد الواسعة جغرافيا وسياسيا واقتصاديا.

إن مساحة من الأرض واسعة وعددا من السكان كبيرا وانتاجا واسعا يكفل تحقيق التأثير الأكبر في تشكيلة العالم المعاصر.

إن ما يحدث في دول السوق الأوروبية المشتركة من تنسيق نحو " الوحدة الأوروبية " مؤشر إلى نوع العلاقات التي يمكن أن تسود عالم القرن الحادي والعشرين.

3- مكث العالم الإسلامي موحد القيادة تحت حكم الراشدين والأمويين، ثم حدث أول انشقاق في خلافة أبي جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين - (136-158هـ) - حيث تمكن عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) من تأسيس الدولة الأموية في الأندلس ، لكنه لم يتلقب بلقب " الخليفة " ، وبقيت أرجاء العالم الإسلامي الفسيحة الأخرى تحت قيادة موحدة هـي الخلافة العباسية حتى القرن الثالث الهجري، حيث ظهرت الدويلات الإسلامية التي تمتعت باستقلال ذاتي مع الاعتراف بالسلطة الشرعية ببغداد ومحاولة كسب شرعيتها بالحصول على التقليد والخلع من العاصمة. وظلت علاقتها [ ص: 107 ] الاتحادية بالخلافة، فهي ترسل الأموال وتساعد بالرجال للأغراض العسكرية. وكانت الضغوط الخارجية على العالم الإسلامي، وخاصة من قبل الصليبيين من ناحية الغرب سببا في توحد الشام ومصر تحت قيادة الأيوبيين. ولكن جهود الوحدة انهارت على أثر الاجتياح المغولي لبلاد ما وراء النهر وإيران والعراق ، فقامت الدول المغولية في القسم الشرقي من العالم الإسلامي وسيطر المماليك على مصر وانتهى دور الجميع عندما أعاد السلطان سليم (الملقب بياووز) توحيد العالم الإسلامي تحت راية الدولة العثمانية عدا إيران سنة 1561م عندما تغلب على المماليك.

واستمرت وحدة العالم الإسلامي بعد أربعة قرون حتى الحرب العالمية الثانية عندما تم تقسيمه إلى الدول الوطنية القائمة حاليا.

التالي السابق


الخدمات العلمية