دور المرأة في خدمة الحديث (في القرون الثلاثة الأولى)

آمال قرداش بنت الحسين

صفحة جزء
دور أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها

ترجمتها وفضلها رضي الله عنها :

هي بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي >[1] ، كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند خنيس بن حذافة السهمي، فلما توفي عنها بأحد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ( كان عمر عرضها على أبي بكر ثم على عثمان ، فلم يردا علـيه بالقبـول إلا لكـون الـنبي صلى الله عليه وسلم قـد ذكـرها، ولما شكى عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من أبي بكر وعثمان قال له: يتزوج حفصة من هـو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هـي خير من حفصة ) >[2] ، وكان أن تزوج عثمان رضي الله عنه أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة سنة ثلاث من الهجرة (3هـ) ، وكان مولدها رضي الله عنها قبل البعثة بخمس سنين.

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طلق حفصة رضي الله عنها ثم راجعها >[3] لتحافظ على مكانتها أما للمؤمنين. [ ص: 80 ]

توفيت حفـصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة (41هـ) >[4] .

مروياتها وتلاميذها رضي الله عنها

روت حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، مسندها في كتاب بقي بن مخلد بلغ ستين حديثا >[5] ، اتفق لها الشيخان على أربعة أحاديث، وانفرد مسلم بستة أحاديث.. ومجموع مروياتها في الكتب الستة ثمانية وعشرون حديثا (28) >[6] ، ولمزيد من التفصيل فإن مروياتها رضي الله عنها تناولت أحاديث في:

الطهارة، في وجوب الغسل على كل محتلم يوم الجمعة، وجعل اليد اليمنى للطعام والشراب. وفي أبواب الصلاة روت في الركعتين الخفيفتين إذا نودي بالصبح وهي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي الصوم، روت في: ( لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر ) ، وصوم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام من الشهر، وفي القبلة للصائم، وفيمن يصبح جنبا ثم يتم صومه، وفي صيام الاثنين والخميس، وصيام عاشوراء وغيرها.

كما روت في المناسك: في الدواب التي لا جناح على من قتلهن.. كما روت في الزينة في لبس الديباج للرجل، وفي الشمائل [ ص: 81 ] في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الآداب: فيما يفعل الرجل إذا أراد النوم، وفي الطب في رقية النملة، وفي تعبيرالرؤيا، وفي الفتن في قصة ابن الصائد وخروج الدجال من غضبة يغضبها، وهذا أشهر ما روت.. ويلاحظ غلبة السنة الفعلية في وصف أعمال النبي صلى الله عليه وسلم التي اشتركت في نقلها إلى الناس مع بقية أمهات المؤمنين، مع تفاوت في الرواية بينهن، كثرة وقلة، فحفصة أم المؤمنـين تعد ضـمن مـن أكثر عن النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابيات، وبين أمهات المؤمنين من متوسطي الرواية عنه صلى الله عليه وسلم ، إلا أنها كسائر أمهات المؤمنين تختص برواية بعض الأحاديث التي لم تروها بقية أمهات المؤمنين كروايتها في الرقية من النملة، وقصة ابن الصائـد، وخروج الدجـال من غضـبة يغضـبها، والدواب التي لا جناح من قتلهن، وهكذا شرف الله تعالى أمهات المؤمنين كل واحدة بأحاديث ترويها ويلتصق اسمها بها، لتبين للعالم نور الحكمة الذي ينبع من حجرات هـؤلاء السيدات رضوان الله عليهن جميعا...

التالي السابق


الخدمات العلمية