نحن والحضارة والشهود [الجزء الأول]

الدكتور / نعمان عبد الرزاق السامرائي

صفحة جزء
رابعا: عدم التزام حركة التحضر خطا معينا:

هؤلاء لا يرون في حركة التحضر سنة ظاهرة، ولا شكلا محددا، بل أحداثا تتتابع وتتشابه مرة، وتختلف أخرى، لكنها تبقى فريدة طارئة، [ ص: 165 ] لا يجمعها قانون، ولا تتكرر، فالتاريخ لا يعيد نفسه، ولكل واقعة أو حدث خصوصيته. ولذا فإن محاولة استنباط قانون يحكم الحركة، من الصعوبة بمكان. والتحضر وحركة التاريخ من صناعة الإنسان، وهو صاحب فكر وإرادة، ومن الصعب أن تحكمه حتمية جامدة. >[1] .

وقد وجدت الدكتور قسطنطين زريق يعترف بصعوبة الجزم في المسألة، لقلة العلم >[2] : (ليس بين أيدينا العلم المطلوب في هـذا الميدان، الذي يأخذ على عاتقه تنسيق المعلومات المتصلة بالحضارة، والمستمدة من التاريخ والعلوم الاجتماعية والفلسفية، وربطها واستخراج مبادئها وقواعدها، بحيث يتيح لنا أن نتخذ في هـذا الموضوع، الواسع المتشابك، مواقف يقينية ثابتة ) . تصور جيد للمسألة وأبعادها، يخلو من الادعاء، ويتسم بالتواضع والموضوعية.

التالي السابق


الخدمات العلمية