كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وتستحب سجدة الشكر عند تجدد نعمة ظاهرة ، أو دفع نقمة ظاهرة عامتين ) له وللناس ( أو في أمر يخصه نصا ) [ ص: 450 ] كتجدد ولد أو مال أو جاه ، أو نصرة على عدو لحديث أبي بكرة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسر به خر ساجدا } رواه أحمد والترمذي وقال حسن غريب والعمل عليه عند أكثر العلماء وكذلك رواه الحاكم وصححه { وسجد صلى الله عليه وسلم حين قال له جبريل يقول الله : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه } رواه أحمد .

وروى البراء { أنه صلى الله عليه وسلم خر ساجدا حين جاءه كتاب علي من اليمن بإسلام همدان } رواه البيهقي في المعرفة وفي السنن وقال هذا إسناد صحيح .

{ ويسجد حين يشفع في أمته } رواه أبو داود .

وسجد الصديق حين جاءه قتل مسيلمة رواه سعيد .

وسجد علي حين رأى ذا الثدية من الخوارج رواه أحمد .

وسجد كعب بن مالك حين بشر بتوبة الله عليه وقصته متفق عليها .

( وإلا ) أي وإن لم تشترط في النعمة الظهور ( فنعم الله في كل وقت لا تحصى ) والعقلاء يهنئون بالسلامة من العارض ، ولا يفعلونه في كل ساعة ( ولا يسجد له ) أي الشكر ( في الصلاة ) ; لأن سببه ليس منها ( فإن فعل بطلت ، لا من جاهل وناس ) كما لو زاد فيها سجودا ( وصفتها ) أي سجدة الشكر ( وأحكامها كسجود التلاوة ) وتقدم ( ومن رأى مبتلى في دينه سجد بحضوره وغيره ) أي بغير حضوره ( وقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا وإن كان ) مبتلى ( في بدنه سجد وقال ذلك وكتمه منه ويسأل الله العافية ) قال إبراهيم النخعي كانوا يكرهون أن يسألوا الله العافية بحضرة المبتلى ذكره ابن عبد البر .

وروى الحاكم { أنه صلى الله عليه وسلم سجد لرؤية زمن ، وأخرى لرؤية قرد وأخرى لرؤية نغاشي } بالنون والغين والشين المعجمتين قيل ناقص الخلقة ، وقيل المبتلى وقيل : مختلط العقل .

( قال الشيخ ولو أراد الدعاء فعفر وجهه لله في التراب وسجد له ليدعوه فيه فهذا سجود لأجل الدعاء ولا شيء يمنعه والمكروه : هو السجود بلا سبب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية