كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويكثر الدعاء في يومها ) أي الجمعة ( رجاء إصابة ساعة الإجابة ) لقوله صلى الله عليه وسلم { إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ، وأشار بيده يقللها } متفق عليه من حديث أبي هريرة { وأرجاها آخر ساعة من النهار } رواه أبو داود والنسائي والحاكم بإسناد حسن عن أبي سلمة عن جابر مرفوعا وفي أوله إن { النهار اثنتا عشرة ساعة } رواه مالك وأصحاب السنن وابن خزيمة [ ص: 44 ] وابن حبان من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن عبد الله بن سلام لكن لم يحك في الإنصاف والمبدع هذا القول عن الإمام ، ولا عن أحد من أصحابنا بل ذكرا قول الإمام : أكثر الأحاديث على أنها - أي الساعة التي ترجى فيها الإجابة - بعد العصر ، وترجى بعد زوال الشمس .

وقد ذكر دليل هذين القولين مع بقية الأقوال ، وهي اثنان وأربعون قولا في فتح الباري شرح البخاري وقال ابن عبد البر عن قول الإمام : إنه أثبت شيء في هذا الباب وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن " أن أناسا من الصحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة ثم افترقوا فلم يختلفوا في أنها آخر ساعة من يوم الجمعة " ورجحه كثير من الأئمة كأحمد وإسحاق ( يكون متطهرا منتظرا صلاة المغرب فإن من انتظر الصلاة فهو في صلاة ) للخبر .

وفي الدعوات للمستغفري عن عراك بن مالك أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف ، فوقف في الباب ، فقال : اللهم أجبت دعوتك ، وصليت فريضتك ، وانتشرت لما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية