كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس ) أي خوفهم وذكرهم بالخير ، لترق به قلوبهم وينصحهم ويذكرهم بالعواقب ( وأمرهم بالتوبة من المعاصي ، و بالخروج من المظالم وبأداء الحقوق ) وذلك واجب لأن المعاصي سبب القحط والتقوى سبب البركات لقوله تعالى { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } الآية [ ص: 68 ]

( والصيام قال جماعة ثلاثة أيام يخرجون في آخر صيامها ) لأنه وسيلة إلى نزول الغيث وقد روي { دعوة الصائم لا ترد } ولما فيه من كسر الشهوة وحضور القلب ، والتذلل للرب .

( ولا يلزمهم الصيام بأمره ) كالصدقة ، مع أنهم صرحوا بوجوب طاعته في غير المعصية وذكره بعضهم إجماعا قال في الفروع : ولعل المراد : في السياسة والتدبير ، والأمور المجتهد فيها ، لا مطلقا ولهذا جزم بعضهم تجب في الطاعة ، وتسن في المسنون ، وتكره في المكروه .

( و ) يأمرهم أيضا ب ( الصدقة ) لأنها متضمنة للرحمة المفضية إلى رحمتهم الغيث ( وترك التشاحن ) من الشحناء وهي العداوة لأنها تحمل على المعصية والبهت ، وتمنع نزول الخير بدليل قوله صلى الله عليه وسلم { خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرفعت } .

( ويعدهم يوما ) أي يعينه لهم ( يخرجون ، فيه ) للاستسقاء لحديث عائشة قالت { ووعد الناس يوما يخرجون فيه } رواه أبو داود .

التالي السابق


الخدمات العلمية