كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( فإذا مات سن تغميض عينيه ) لأنه صلى الله عليه وسلم { أغمض أبا سلمة وقال إن الملائكة يؤمنون على ما تقولون } رواه مسلم .

وعن شداد مرفوعا { إذا حضرتم الميت فأغمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح وقولوا خيرا فإنه يؤمن على ما قال أهل الميت } رواه أحمد ، ولئلا يقبح منظره ، ويساء به الظن .

( ويكره ) التغميض ( من جنب وحائض ، وأن يقرباه ) أي الميت حائض أو جنب نص عليه ( وللرجل أن يغمض ذات محرمه ) كأمه وأخته وأم زوجته وأخته من رضاع .

( و ) للمرأة أن ( تغمض ذا محرمها ) كأبيها وأخيها ، ويغمض الأنثى مثلها أو صبي وفي الخنثى وجهان .

( ويقول ) حين تغميضه ( بسم الله وعلى وفاة رسول الله ) نص عليه ( ولا يتكلم من حضره إلا بخير ) لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم { وقولوا خيرا فإنه يؤمن على ما قاله أهل الميت } .

( ويشد لحييه ) لئلا يدخله الهوام أو الماء في وقت غسله ( ويلين مفاصله عقب موته ) قبل قسوتها لتبقى أعضاؤها سهلة على الغاسل لينة ويكون ذلك ( بإلصاق ذراعيه بعضديه ثم يعيدهما ، وإلصاق ساقيه بفخذيه وفخذيه ببطنه ثم يعيدها فإن شق ذلك عليه تركه ) بحاله .

( وينزع ثيابه ) لئلا يحمى جسده فيسرع إليه الفساد ويتغير وربما خرجت منه نجاسة فلوثتها ( ويسجى ) أي يغطى ( بثوب ) يستره لما روت عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة } متفق عليه .

( ويجعل على بطنه مرآة ) بكسر الميم التي ينظر فيها ( من حديد أو طين ونحوه ) لقول أنس " ضعوا على بطنه شيئا من حديد لئلا ينتفخ بطنه قال ابن عقيل : وهذا لا يتصور إلا وهو على ظهره انتهى لأنه إذا كان على جنبه لا يثبت على بطنه شيء ، فظاهره أن الميت بعد موته يكون على ظهره ليتصور وضع الحديدة ونحوها .

( ويوضع على سرير غسله ) ليبعد عن الهوام ويرتفع عن نداوة الأرض ( متوجها ) إلى القبلة لما تقدم من حديث { قبلتكم أحياء وأمواتا } ( على جنبه الأيمن ) كما يدفن ( منحدرا نحو رجليه ) أي يكون رأسه أعلى من رجليه ، لينحدر عنه الماء وما يخرج منه ( ولا [ ص: 84 ] يدعه على الأرض ) لما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية