كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( و ) يسن أن ( ينصب عليه ) أي : على الميت بعد وضعه في اللحد ( اللبن نصبا ) لما تقدم عن سعد بن وقاص ( وهو ) أي : اللبن ( أفضل من القصب ) لأنه من جنس الأرض ، وأبعد من أبنية الدنيا بخلاف القصب واللبن واحدته لبنة ما ضرب من الطين مربعا للبناء قبل أن يشوى بالنار فإذا شوي بها سمي آجرا .

( ويجوز ) تغطية اللحد ( ببلاط ) لأنه في معنى اللبن فيما سبق ( ويسد ما بين اللبن أو غيره ) من الفرج ( بطين لئلا ينهار عليه التراب ) وليس هذا بشيء ، ولكن يطيب نفس الحي رواه أحمد عن جابر مرفوعا .

( ويكره دفنه ) أي : الميت ( في تابوت ولو امرأة ) لقول إبراهيم النخعي : " كانوا يستحبون اللبن ويكرهون الخشب ، ولا يستحبون الدفن في تابوت لأنه خشب ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه .

وفيه تشبه بأهل الدنيا والأرض أنشف لفضلاته ولهذا زاد بعضهم : أو في حجر منقوش ( ويكره إدخاله ) أي : القبر ( خشبا إلا لضرورة و ) يكره إدخاله ( ما مسته نار ) تفاؤلا ، وحديد ، ولو أن الأرض رخوة أو ندية ( ويستحب قول من يدخله ) القبر ( عند وضعه ) فيه ( بسم الله وعلى ملة رسول الله ) لما روى ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا وضعتم موتاكم في القبور ، فقولوا : بسم الله وعلى ملة رسول الله } رواه أحمد .

وفي لفظ { كان إذا وضع الميت في القبر قال : بسم الله وعلى ملة رسول الله } رواه الخمسة إلا النسائي ( وإن أتى عند وضعه ولحده بذكر أو دعاء يليق ) بالحال ( فلا بأس ) به قال سعيد بن المسيب : حضرت ابن عمر في جنازة فلما وضعها في اللحد قال { : اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر ، اللهم جاف الأرض عن جنبيها ، وصعد روحها ، ولقها منك رضوانا وقال ابن عمر : سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم } رواه ابن ماجه وعن بلال أنه دخل مع أبي بكر في قبر ، فلما خرج قيل لبلال : ما قال ؟ قال : قال : أسلمه إليك الأهل والمال والعشيرة والذنب العظيم ، وأنت غفور رحيم فاغفر له رواه سعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية