كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويسن إذا زارها ) أي : قبور المسلمين ( أو مر بها أن يقول معرفا : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، يرحم الله المستقدمين منكم ، والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم ) للأخبار الواردة بذلك فمنها : حديث مسلم عن أبي هريرة وهو { السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون } قال في الشرح وفي حديث عائشة { ويرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين } وروى مسلم من حديث بريدة قال { : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر ، أن يقول قائلهم : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية } .

وقد دل هذا الحديث على أن اسم الدار : يقع على المقابر وإطلاق الأهل على ساكن المكان من حي وميت وروى أحمد من حديث عائشة { اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم } وروى الترمذي من حديث ابن عباس قال { مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة ، فأقبل عليهم بوجهه فقال : السلام عليكم يا أهل القبور ، يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر } قال الترمذي حديث غريب وقوله : { إن شاء الله بكم لاحقون } الاستثناء للتبرك قاله العلماء .

وفي البغوي أنه يرجع إلى اللحوق لا إلى الموت .

وفي الشافي : أنه يرجع إلى البقاع ( ونحوه ) أي : أو يقول نحو ذلك : مما ورد ومنه " اللهم رب هذه الأجساد البالية ، والعظام النخرة التي خرجت من دار الدنيا ، وهي بك مؤمنة صل على محمد وعلى آل محمد ، وأنزل بهم روحا منك وسلاما مني " [ ص: 152 ] ذكره في المستوعب .

التالي السابق


الخدمات العلمية