كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ومكة أفضل من المدينة ) لحديث عبد الله بن عدي ابن الحمراء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول { وهو واقف بالحزورة في سوق مكة والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت } رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن صحيح ولمضاعفة الصلاة فيه أكثر وأما حديث { المدينة خير من مكة } فلم يصح وعلى فرض صحته فيحمل على ما قبل الفتح ونحوه : حديث { اللهم إنهم أخرجوني من أحب البقاع إلي فأسكني في أحب البقاع إليك } يرد أيضا : بأنه لا يعرف وعلى تقدير صحته فمعناه : أحب البقاع إليك بعد مكة ( وتستحب المجاورة بها ) أي : بمكة لما سبق من أفضليتها وجزم في المغني وغيره بأن مكة أفضل ، وأن المجاورة بالمدينة أفضل وذكر قول أحمد المقام بالمدينة أحب إلي من المقام بمكة لمن قوي عليه ; لأنها مهاجر المسلمين وقال صلى الله عليه وسلم { لا يصبر أحد على لأوائها وشدتها إلا كنت له شفيعا يوم القيامة } رواه مسلم من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة وأبي سعيد وسعد وفيهن " أو شهيدا " وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان وزمان فاضلين ( ولمن هاجر منها ) أي : مكة ( المجاورة بها ) كغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية