كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويصح ) الأمان ( بكل ما يدل عليه من قول ) وتأتي أمثلته ( وإشارة مفهومة ) حتى مع القدرة على النطق لقول عمر " والله لو أن أحدكم أشار بإصبعه إلى السماء إلى مشرك فنزل بأمانه فقتله لقتلته به " رواه سعيد بخلاف البيع والطلاق ، تغليبا لحقن الدم مع أن الحاجة داعية إلى الإشارة لأن الغالب فيهم عدم فهم كلام المسلمين كالعكس ( ورساله ) بأن يراسله بالأمان ( وكتاب ) بأن يكتب له بالأمان كالإشارة وأولى ( فإذا قال لكافر : أنت آمن ) فقد أمنه لقوله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة { من دخل دار أبي سفيان فهو آمن } [ ص: 106 ] ( أو ) قال لكافر ( لا بأس عليك ) فقد أمنه .

لأن عمر لما قال للهرمزان " تكلم ولا بأس عليك " ثم أراد قتله قال له أنس والزبير " قد أمنته لا سبيل لك عليه " رواه سعيد ( أو أجرتك ) لقوله صلى الله عليه وسلم { قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ } ( أو ) قال له ( قف أو قم أو لا تخف ، أو لا تخش أو لا خوف عليك ، أو لا تذهل أو ألق سلاحك ) فقد أمنه لدلالة ذلك عليه ( أو ) قال له ( مترس بالفارسية ) ومعناه : لا تخف وهو بفتح الميم ، والتاء وسكون الراء آخره سين مهملة ويجوز سكون التاء وفتح الراء قال ابن مسعود " إن الله يعلم بكل لسان فمن كان منكم أعجميا فقال : مترس فقد أمنه " ( أو سلم عليه فقد أمنه ) ; لأن السلام معناه الأمان ( أو أمن بعضه أو يده فقد أمنه ) ; لأنه لا يتبعض .

التالي السابق


الخدمات العلمية