كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وإن ضمن ) الضامن ( معرفته ) أي : معرفة إنسان بأن جاء إنسان إلى آخر يستدين منه فقال له : أنا لا أعرفك لا أعطيك فضمن له إنسان معرفته ، فداينه ثم غاب المستدين أو توارى ( أخذ ) بالبناء للمفعول ، أي : ضامن المعرفة ( به ) أي : بالمستدين قال أحمد : في رواية أبي طالب فيمن ضمن لرجل معرفة رجل أخذ به فإن لم يقدر ضمن .

( و ) قال الشيخ التقي : في شرح المحرر ضمان المعرفة ( معناه : إني أعرفك من هو وأين هو ؟ ) وقال ابن عقيل : في الفصول بعد حكايته لنص الإمام المذكور : وهذا يعطى أن أحمد جعل ضمان المعرفة توثقة لمن له المال ف ( كأنه قال : ضمنت لك حضوره ) متى أردت لأنك أنت لا تعرفه ، ولا يمكنك إحضار من لا تعرفه فأنا أعرفه فأحضره لك متى أردت فصار كقوله : تكفلت ببدنه انتهى فيطالب ضامن المعرفة بإحضاره فإن عجز عن إحضاره مع حياته لزمه ما عليه لمن ضمن معرفته له .

وقوله ( فإن لم يعرفه ) من هو وأين هو ؟ ( ضمن ) ما عليه ( وإن عرفه ) ذلك ( فليس عليه أن يحضر ) هذا تتمة كلام الشيخ التقي مفرعا على ما اختاره قال : وظاهر هذه الرواية أي : رواية أبي طالب المذكورة : لا يخالف ذلك بل يوافقه ; لأنه قد قال غيره : وأما قوله : فإن لم يقدر عليه : فيحتمل : لم يقدر على إحضاره ويحتمل على تعريفه انتهى والاحتمال الثاني رده في شرح المنتهى بأربعة أوجه وأحسن في الرد وقد علمت ما في كلام المصنف وخلطه أحد القولين بالآخر [ ص: 376 ] وجعل المفرع على الأول مفرعا على الثاني .

التالي السابق


الخدمات العلمية