كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويحرم ) على الجار ( إحداثه في ملكه ما يضر بجاره ) لخبر { لا ضرر ولا ضرار } احتج به أحمد .

( ويمنع ) الجار ( منه ) أي من إحداث ما يضر بجاره ( إذا ) أراد ( فعله ) لما تقدم ( ك ) ما يمنع من ( ابتداء إحيائه ) ما يضر بجاره وأمثلة إحداث ما يضر بالجار ( كحفر كنيف إلى جنب حائط جاره ) يضره ( وبناء حمام يتأذى بذلك ونصب تنور يتأذى ) جاره ( باستدامة دخانه ، وعمل دكان قصارة أو حدادة يتأذى بكثرة دقه ، و ) يتأذى ( بهز الحيطان ) من ذلك .

( و ) نصب ( رحى ) يتأذى بها جاره ( وحفر بئر ينقطع بها ماء بئر جاره ، وسقي ، وإشعال نار يتعديان إليه ) أي إلى الجار ( ونحو ذلك ) من كل ما يؤذيه .

( ويضمن ) من أحدث بملكه ما يضر بجاره ( ما تلف به ) أي بسبب الإحداث ، لتعديه به ( بخلاف طبخه ) أي الجار ( وخبزه فيه ) أي في ملكه على العادة فلا يمنع من ذلك لأن الضرر لا يزال بالضرر .

( ويمنع ) رب حمام ونحوه ( من إجراء ماء الحمام ) ونحوه ( في نهر غيره ) لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه ( وإن كان هذا الذي حصل منه الضرر ) للجار من حمام ورحى ونحوهما ( سابقا ) على ملك الجار ( مثل من له في ملكه مدبغة ونحوها ) من رحى وتنور ( فأحيا إنسان إلى جانبه مواتا [ ص: 409 ] أو بناه ) أي بنى جانبه ( دارا ) قلت أو اشترى دارا بجانبه بحيث ( يتضرر ) صاحب الملك المحدث ( بذلك ) المذكور من المدبغة ونحوها ( لم يلزمه ) أي صاحب المدبغة ونحوها ( إزالة الضرر ) لأنه لم يحدث بملكه ما يضر بجاره .

( وليس له ) أي الجار ( منعه ) أي منع جاره من ( تعلية داره ولو أفضى ) إعلاؤه ( إلى سد الفضاء عنه ) قاله الشيخ قال في الفروع : وقد احتج أحمد بالخبر { لا ضرر ولا ضرار } فيتوجه منه منعه ( أو خاف ) أي ليس للجار منع جاره من تعلية بنائه ولو خاف ( نقص أجرة داره ) قال الشيخ بلا نزاع قال في الفروع : كذا قال .

التالي السابق


الخدمات العلمية