كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
[ ص: 221 ] ( كتاب الصلاة )

واشتقاقها من الصلوين ، واحدهما صلى كعصا ، وهما عرقان من جانبي الذنب وقيل : عظمات ينحنيان في الركوع والسجود وقال ابن فارس من صليت العود إذا لينته ، لأن المصلي يلين ويخشع ورده النووي بأن لام الكلمة من الصلاة واو أو من صليت ياء وجوابه : أن الواو وقعت رابعة فقلبت ياء ، ولعله ظن أن مراده صليت المخفف تقول صليت اللحم صليا إذا شويته وإنما أراد ابن فارس المضعف .

وقال ابن الأعرابي : صليت العصا تصلية أدرته على النار لتقومه ( وهي ) أي : الصلاة لغة الدعاء بخير قال تعالى { وصل عليهم } أي : ادع لهم وعدي بعلى لتضمنه معنى الإنزال ، أي : أنزل رحمتك عليهم .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم { إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليطعم وإن كان صائما فليصل } .

وقال الشاعر :

تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا     عليك مثل الذي صليت فاغتمضي
نوما فإن لجنب المرء مضطجعا

وشرعا ( أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم ) ولا يرد عليه صلاة الأخرس ونحوه ، لأن الأقوال فيها مقدرة ، والمقدر كالموجود والتعريف باعتبار الغالب فلا يرد أيضا صلاة الجنازة ( وهي آكد فروض الإسلام بعد الشهادتين ) لحديث جابر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة } رواه مسلم .

وعن عبد الله بن شقيق العقيلي قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة رواه الترمذي ( سميت صلاة لاشتمالها على الدعاء ) وقيل لأنها ثانية الشهادتين كالمصلي من خيل الحلبة .

( و فرضت ليلة الإسراء ) لحديث أنس قال { فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات ليلة أسري به خمسين ، ثم نقصت حتى جعلت خمسا ، ثم نودي : يا محمد إنه لا يبدل القول لدي ، وإن لك بهذه الخمسة خمسين } صححه الترمذي وكان [ ص: 222 ] الإسراء ( قبل الهجرة ) من مكة إلى المدينة ( بنحو خمس سنين ) على المشهور بين أهل السير قال في المبدع ، وهو بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية