كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وهو ) أي : الأذان ( أفضل من الإقامة ) لزيادته عليها ( و ) أفضل من ( الإمامة ) ويدل لفضل الأذان أحاديث كثيرة منها : حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال { لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه } متفق عليه .

وحديث معاوية بن أبي سفيان قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول { المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة } رواه مسلم وحديث ابن عباس مرفوعا قال { من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار } رواه ابن ماجه ويشهد لفضل الأذان على الإمامة حديث أبي هريرة يرفعه { الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين } رواه أحمد وأبو داود والترمذي .

والأمانة أعلى من الضمان والمغفرة أعلى من الإرشاد [ ص: 232 ] وإنما لم يتول النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده الأذان لضيق وقتهم عنه قال عمر : لولا الخلافة لأذنت قال في الاختيارات : وهما أفضل من الإقامة ، وهو أصح الروايتين عن أحمد واختيار أكثر الأصحاب ، وأما إمامته صلى الله عليه وسلم وإمامة الخلفاء الراشدين فكانت متعينة عليهم فإنها وظيفة الإمام الأعظم ولم يمكن الجمع بينها وبين الأذان فصارت الإمامة في حقهم أفضل من الأذان ، لخصوص أحوالهم وإن كان لأكثر الناس الأذان أفضل ( وله الجمع بينه ) أي الأذان ( وبين الإمامة ) بل ذكر أبو المعالي : أن الجمع بينهما أفضل وقال أيضا : ما صلح له فهو أفضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية