كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وصريحه ) أي الطلاق ( بلسان العجم بهشتم ) بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وفتح المثناة فوق ، لأن هذه اللفظة في لسانهم موضوعة للطلاق يستعملونها فيه فأشبهت لفظ الطلاق بالعربية ، ولو لم تكن هذه اللفظة صريحة في لسانهم لم يكن في العجمية صريح للطلاق ، ولا يضر كونه بمعنى خليتك فإن معنى طلقتك : خليتك أيضا إلا أنه لما كان موضوعا له ومستعملا فيه كان صريحا ( فإذا قاله ) أي بهشتم ( من يعرف معناه ) من عربي أو عجمي ( وقع نواه ) من واحدة أو أكثر ( لأنه ليس له حد مثل الكلام العربي ) فإن أطلق فواحدة ( فإن زاد بسيار طلقت ثلاثا ) لأن مؤداة ذلك في لغتهم ( وإن قاله عربي ولا يفهمه ) لم يقع ( أو نطق عجمي بلفظ الطلاق ) [ ص: 250 ] بالعربية ( ولا يفهمه لم يقع ) طلاقه لأنه لم يختر الطلاق لعدم علمه معناه ( وإن نوى موجبه ) أي موجب هذا القول الذي لم يعرف معناه لأنه لا يتحقق اختياره لما يعلمه أشبه ما لو نطق بكلمة الكفر من لا يعرف معناها .

التالي السابق


الخدمات العلمية