كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويسن أن يتعوذ فيقول : أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم ) لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم " كان يتعوذ من ذلك ويأمر به " والمحيا والممات والحياة و الموت والمسيح بالحاء المهملة على المعروف ، ( وإن دعا بما ورد في الكتاب والسنة أو عن الصحابة والسلف أو بغيره مما يتضمن طاعة ويعود إلى أمر آخرته نصا ، ولو لم يشبه ما ورد ، كالدعاء بالرزق الحلال ، والرحمة والعصمة من الفواحش ونحوه فلا بأس ) لقوله صلى الله عليه وسلم ثم { ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو } .

وعن أبي بكر أنه قال { : يا رسول الله ، علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، فقال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم } متفق عليه .

وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت } رواه الترمذي وصححه ، .

وعن معاذ { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك } رواه أحمد ، وقال عبد الله : سمعت أبي يقول في سجوده : اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصن وجهي عن المسألة لغيرك ، قال : وكان عبد الرحمن يقوله ، وقال : سمعت الثوري يقوله ( ما لم يشق على مأموم ) لحديث { من أم بالناس فليخفف } ( أو يخف سهوا ) إن كان منفردا وكذا حكم الدعاء ( في ركوع وسجود ونحوهما ) كالاعتدال والجلوس بين السجدتين .

وفي المغني وغيره ، يستحب الدعاء في السجود للأخبار ( ولا يجوز الدعاء بغير ما ورد وليس من أمر الآخرة ، كحوائج دنياه [ ص: 361 ] وملاذها كقوله : اللهم ارزقني جارية حسناء وحلة خضراء ودابة هملاجة ونحوه ) كدار واسعة ( وتبطل ) الصلاة بالدعاء ( به ) لأنه من كلام الآدميين .

( ولا بأس بالدعاء ) في الصلاة ( لشخص معين ) روي عن علي وأبي الدرداء { لقول النبي صلى الله عليه وسلم في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد ومسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة } ولأنه دعاء لبعض المؤمنين أشبه ما لو قال رب اغفر لي ولوالدي قال الميموني سمعت أبا عبد الله يقول لابن الشافعي أنا أدعو لقوم منذ سنين في صلاتي ، أبوك أحدهم ( ما لم يأت بكاف الخطاب فإن أتى به ) أي بكاف الخطاب ( بطلت ) صلاته لخبر تشميت العاطس وقوله صلى الله عليه وسلم لإبليس ألعنك بلعنة الله قبل التحريم أو مؤول أو من خصائصه .

( وظاهره ) ( لغير النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد وهو السلام عليك أيها النبي فلا تبطل ) به فيكون من خصائصه صلى الله عليه وسلم ( ولا تبطل بقوله ) أي المصلي ( لعنه الله ، عند ذكر إبليس ولا بتعويذ نفسه بقرآن لحمى ولا بحوقلة في أمر الدنيا ونحوه ) كمن لدغته عقرب فقال : بسم الله ، لوجع ووافق أكثرهم على قول بسم الله لوجع مريض عند قيام وانحطاط ( ويأتي ) موضحا .

التالي السابق


الخدمات العلمية