كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وتسن صلاة غير مأموم ) إماما كان أو منفردا ( إلى سترة ) مع القدرة عليها بغير خلاف نعلمه قاله في المبدع ( ولو لم يخش ) المصلي ( مارا ) حضرا كان أو سفرا ، لحديث أبي سعيد يرفعه { إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ، وليدن منها } رواه أبو داود وابن ماجه وليس ذلك بواجب ، لحديث ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء } رواه أحمد وأبو داود والسترة ما يستتر به ( من جدار أو شيء شاخص كحربة أو آدمي غير كافر ) لأنه يكره استقباله كما تقدم ( أو بهيم ) يعرضه ، ويصلي إليه ( أو غير ذلك ، مثل آخرة الرحل تقارب طول ذراع فأكثر ) .

لقوله صلى الله عليه وسلم { إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ، ولا يبالي من يمر وراء ذلك } رواه مسلم ( فأما قدرها ) أي السترة ( في الغلظ فلا حد له فقد تكون غليظة كالحائط أو دقيقة كالسهم ) لأنه صلى الله عليه وسلم { صلى إلى حربة وإلى بعير } رواه البخاري ( ويستحب قربه منها قدر ثلاثة أذرع من قدميه ) لأنه صلى الله عليه وسلم { صلى في الكعبة وبين يديه الجدار نحو من ثلاثة أذرع } رواه أحمد والبخاري ولأنه أصون لصلاته ، فإن كان في مسجد قرب من الجدار أو السارية نحو ذلك ، وإن كان في الفضاء فإلى شيء شاخص مما سبق .

( و ) يستحب ( انحرافه عنها ) أي السترة ( يسيرا ) لفعله صلى الله عليه وسلم رواه أحمد وأبو داود من حديث المقداد بإسناد لين قال عبد الحق وليس إسناده بقوي لكن عليه جماعة من العلماء ، على ما ذكر ابن عبد البر ( فإن لم يجد شاخصا ) يصلي إليه ( وتعذر غرز عصا ونحوها ) كسهم وحربة وضعها بالأرض ، وصلى إليها ، قال في المبدع : ويكفي العصا بين يديه عرضا لأنها في معنى الخط وعرضا أي وضع العصا ونحوها ( عرضا أعجب إلى أحمد من الطول ) قال أحمد ما كان أعرض فهو أعجب إلي وذلك لما روى سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم .

قال { استتروا في الصلاة ولو بسهم } رواه الأثرم وقوله ولو بسهم [ ص: 383 ] يدل على أن غيره أولى منه ( ويكفي ) في السترة ( خيط ونحوه و ) كل ( ما اعتقد سترة فإن لم يجد خط خطا ) نص عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم { إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ، فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخط خطا ، ولا يضره ما مر بين يديه } رواه أحمد وأبو داود من حديث أبي هريرة وذكر الطحاوي أن فيه رجلا مجهولا وقال البيهقي : لا بأس به في مثل هذا .

وصفته كالهلال لا طولا لكن قال في الشرح : وكيفما خط أجزأه .

التالي السابق


الخدمات العلمية