( وإن 
حلف لا يكلم إنسانا حنث بكلام كل إنسان من ذكر وأنثى وصغير وكبير وعاقل ومجنون ) لأنه نكرة في سياق النفي فتعم فقد فعل المحلوف عليه ( ولا يكلم زيدا ولا يسلم عليه فإن زجره فقال ) له ( تنح أو اسكت حنث ) لأن ذلك كلام فيدخل فيما حلف على عدمه . 
قال في المبدع : وقياس المذهب لا ( إلا أن يكون ) الحالف ( نوى كلاما غير هذا ) فلا يحنث به ( وإن صلى ) الحالف ( بالمحلوف عليه إماما ثم سلم ) الحالف ( من الصلاة لم يحنث ) لأن السلام وكل مشروع في الصلاة لا يحنث به كالتكبيرات ( وإن ارتج عليه ) أي على المحلوف عليه ( في الصلاة  
[ ص: 260 ] ففتح عليه الحالف لم يحنث ) لأنه كلام الله وليس بكلام الآدميين ( ولو كاتبه ) الحالف ( أو أرسل إليه رسولا حنث ) لقوله تعالى { 
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا   } وقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة    { 
ما بين دفتي المصحف كلام الله   } ولأن ذلك وضع لإفهام الآدميين أشبه الخطاب . 
قال في الشرح والمبدع : والصحيح أن هذا ليس بتكليم لكن إن نوى ترك مراسلته أو سبب يمينه يقتضي هجرانه فإنه يحنث ( إلا أن يكون ) الحالف ( أراد أن لا يشافهه ) فلا يحنث بالمكاتبة ولا بالمراسلة وإن أرسل من يسأل أهل العلم عن مسألة لم يحنث بسؤال الرسول المحلوف عليه كما تقدم في الطلاق لأنه لم يراسله ( وإن أشار إليه حنث قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي    ) لأن الإشارة في معنى المكاتبة والمراسلة في الإفهام . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11851أبو الخطاب  لا يحنث ، لأنه ليس بكلام قال الله تعالى 
لمريم  عليها السلام { 
فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا   } - إلى قوله - { 
فأشارت إليه   } . 
وأما قوله تعالى { 
آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا   } فهو استثناء منقطع وقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=11851أبي الخطاب  هو مقتضى ما تقدم في الطلاق أنه لا يحنث بها ( وإن ناداه ) الحالف ( بحيث ) إن المحلوف عليه ( يسمع فلم يسمع لتشاغله أو غفلة ) حنث لأنه كلمه ( أو سلم ) الحالف ( عليه ) أي على من حلف لا يكلمه ( حنث ) لأن السلام كلام تبطل به الصلاة فحنث به كغيره . 
وفي الرعاية إن سلم عليه ولم يعرفه فوجهان ( وإن سلم على قوم هو فيهم ولم يعلم ) به ( فكناس ) فيحنث في طلاق وعتق ( وإن علم به ولم ينوه ) الحالف بالسلام ( ولم يستثنه ) الحالف ( بقلبه ولا بلسان كأن يقول السلام عليكم إلا فلانا حنث ) لأنه كلمه لدخوله في التسليم عليهم والسلام كلام لما سبق وفلان مرسوم في النسخ بلا ألف فيخرج على لغة 
ربيعة  لأنه صواب لا غير .