كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( وقال ) أحمد ( لا ينبغي أن يجيب في كل ما يستفتى فيه وقال : إذا هاب الرجل شيئا لا ينبغي أن يحمل على أن يقول وقال : لا ينبغي للرجل أن يعرض نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال إحداها : أن تكون له نية ) أي أن يخلص في ذلك لله تعالى ولا يقصد رياسة ولا نحوها ( فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور ) إذ الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ( الثانية : أن يكون له حلم ووقار وسكينة ) وإلا لم يتمكن من فعل ما تصدى له من بيان الأحكام الشرعية ( الثالثة : أن يكون قويا على ما هو فيه وعلى معرفته ) وإلا فقد عرض نفسه لعظيم ( الرابعة : الكفاية وإلا أبغضه الناس فإنه إذا لم تكن له كفاية احتاج إلى الناس وإلى الأخذ مما في ) أيديهم ، فيتضررون منه ( الخامسة : معرفة الناس أي ينبغي له ) أي للمفتي ( أن يكون بصيرا بمكر الناس وخداعهم ، ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم بل يكون حذرا فطنا مما يصورونه في سؤالاتهم ) لئلا يوقعوه في المكروه ويؤيده حديث { احترسوا من الناس بسوء الظن واخبر أخاك البكري ولا تأمنه } .

التالي السابق


الخدمات العلمية