كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( أو تنحنح من غير حاجة فبان حرفان فككلام ) ; لأنه إذا أبانها كان متكلما أشبه ما لو تأوه لغير خشية الله : فبان حرفان ، وظاهره : أنه إن تنحنح لحاجة لم تبطل ولو بان حرفان نقل المروزي ومهنا عن أحمد أنه كان يتنحنح في صلاته ، ويعضده : ما رواه أحمد وابن ماجه عن علي قال { كان لي مدخلان من النبي صلى الله عليه وسلم بالليل والنهار فإذا دخلت عليه وهو يصلي يتنحنح لي } وللنسائي معناه ولأنها صوت لا يدل بنفسه ولا مع لفظ غيره على معنى لكونها حروفا غير محققة كصوت أغفل ولا يسمى فاعلها متكلما بخلاف النفخ والتأوه .

تنبيه ما ذكره المصنف وصاحب المنتهى ومن وافقهما : كالجمع بين كلام الإمام والأصحاب فإن الإمام كان يتنحنح في صلاته كما تقدم ، والأصحاب جعلوا النحنحة كالنفخ والقهقهة ، وحملوا ما روي عن الإمام علي أنه لم يأت بحرفين ورده الموفق بأن ظاهر حاله أنه لم يعتبر ذلك ، ; لأن الحاجة تدعو إليها ( ويكره استدعاء البكاء ك ) ما يكره استدعاء ( الضحك ) لئلا يظهر حرفان فتبطل صلاته ( ويأتي إذا لحن في الصلاة في ) باب ( صلاة الجماعة ) مفصلا تتمة علم مما سبق أن الكلام المبطل للصلاة : ما انتظم حرفين فصاعدا ; لأن الحرفين يكونان كلمة ، كأب وأخ وكذلك الأفعال والحروف لا تنتظم كلمة من أقل من الحرفين قاله في الشرح ويرد عليه نحو : ( ق ) و ( ع ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية