كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( فصل التراويح سنة مؤكدة سنها النبي صلى الله عليه وسلم ) وليست محدثة لعمر ففي المتفق عليه من حديث عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه ثم تركها خشية أن تفرض } وهي من أعلام الدين الظاهرة ، سميت بذلك ; لأنهم كانوا يجلسون بين كل أربع يستريحون وقيل مشتقة من المراوحة وهي التكرار في الفعل وهي ( عشرون ركعة في رمضان ) لما روى مالك عن يزيد بن رومان قال كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة والسر فيه أن الراتبة عشر فضوعفت في رمضان ; لأنه وقت جد وهذا في مظنة الشهرة بحضرة الصحابة فكان إجماعا .

وروى أبو بكر عبد العزيز في كتابه الشافي عن ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة } ( يجهر ) الإمام ( فيها بالقراءة ) لفعل الخلف عن السلف ( وفعلها جماعة أفضل ) من فعلها فرادى قال أحمد كان علي وجابر وعبد الله يصلونها في الجماعة .

وروى البيهقي عن علي أنه كان يجعل للرجال إماما وللنساء إماما .

وفي حديث أبي ذر { أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهله وأصحابه وقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } رواه أحمد وصححه الترمذي ( ولا ينقص منها ) [ ص: 426 ] أي من العشرين ركعة لما تقدم ( ولا بأس بالزيادة ) على العشرين ( نصا ) قال عبد الله بن أحمد رأيت أبي يصلي في رمضان ما لا أحصي وكان عبد الرحمن بن الأسود يقوم بأربعين ركعة ويوتر بعدها بسبع ( يسلم من كل ركعتين ) لحديث { صلاة الليل مثنى مثنى } ( وإن تعذرت الجماعة صلى وحده ) لعموم قوله صلى الله عليه وسلم " { من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } " ( وينوي في كل ركعتين فيقول ) سرا ندبا ( أصلي ركعتين من التراويح المسنونة ) أو من قيام رمضان لحديث { إنما الأعمال بالنيات } ( ويستريح بعد كل أربع ) ركعات من التراويح ( بجلسة يسيرة ) لما تقدم ( ولا بأس بتركها ) أي الجلسة بعد كل أربع .

التالي السابق


الخدمات العلمية