عمر فروخ (رحمه الله) في خدمة الإسلام

الأستاذ / أحمد العلاونة

صفحة جزء
- زواجه

كان عمر، رحمه الله، متدينا، فلم يقرب الفواحش فضلا عن الشبهات، حتى في أثناء دراسته بألمانيا ، ولم يكن يأذن للفتيات بدخول غرفته، وذكر أنه في يوم من الأيام جاءت صاحبة البيت تقول له: إن فلانة بالباب، فهل آذن لها [ ص: 26 ] بالدخول؟ لعلمها أنه لا يزوره فتيات في غرفته: فقال لها: لا، لا تسمحي لها. وقد فعل ذلك -كما يقول- تصديقا للحديث الشريف: ( من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. ) >[1] ». >[2]

وعرض عليه مغريات كثيرة للزواج في ألمانيا بفتيات ذوات مال ووجاهة وجمال، مع استعدادهن لاعتناق الإسلام، فلم يقبل، لاختلاف العادات والتقاليد؛ ولأنه أراد أن يكون زواجه في سبيل إنشاء أسرة سليمة صحيحة >[3]

أردت أن أقدم هـذا الكلام عن زواج عمر فروخ ، رحمه الله، وكيف كان، لأن في أمر زواجه إتحافا وإطرافا.. اتفق أن كان عمر، رحمه الله، في «بيت الأطفال» وكان الأطفال يتناولون غداءهم، فلفت نظره طفلان يأكلان وهما ساكتان، ويأكلان بطريقة تدل على عناية أهلهما بتهذيبهما، فسأل مدير بيت الأطفال: لمن هـذين الطفلان؟ فقال له: هـما ولدا راشد الحوري ، فسأله ثانية: هـل تعلم لأم هـذين الطفلين أختا عزبة؟ فقال: لا أعلم.. ثم أعلمته إحدى المعلمات أن لذينك الطفلين أختا عزبة هـي آمنة حلمي ، وهي معلمة في إحدى مدارس المقاصد، فذهبت أمه وكبرى نساء الأسرة وخطباها، وقيل له: أتريد أن تراها؟ فقال: لا، ولا أرغب في أن أراها.. ولم يرها إلا بعد كتابة العقد. ولما كتب العقد طلب منها أن تترك التعليم >[4] . [ ص: 27 ]

وذكر عمر ، رحمه الله، أن زوجته كانت هـادئة التفكير، واسعة الثقافة العامة، شديدة التنظيم، دقيقة في كل أعمالها، وكانت عنايتها بالأولاد تفوق كل ما تخيله، وظهر صواب ما كان يريده من تركها التعليم، فقد ساعدته في الإشراف على تحضير أولاده ودروسهم في البيت، ومكنته من أن يعكف كثيرا على التأليف >[5] .

وقال عن بيته: «وبيتنا بيت تقوى، تقام فيه الصلوات، ويصام فيه رمضان، وتؤدى فيه الزكاة، وليس فيه شيء خارج عن قواعد الإسلام، وليس في بيتنا تدخين برغم أن الأولاد عاشوا مدة طويلة في مصر وإنكلترا والولايات المتحدة وغيرها» >[6] .

التالي السابق


الخدمات العلمية