إحياء الفروض الكفائية (سبيل تنمية المجتمع)

الدكتور / عبد الباقي عبد الكبير

صفحة جزء
ضرورة التجديد للفهم

والتفعيل لممارسة الواجبات الكفائية

إن عملية النهوض بالعالم الإسلامي، من الواقع المرير الذي يعيش فيه، لا تكون إلا بإحياء الواجبات الكفائية، وبعث أبعادها في عقلياتنا الدينية، وتفعيلها في حياتنا العملية، وهي عملية تبدأ من تصحيح الفهم والفقه بالمقاصد واستحضارها، حتى تصبح الواجبات الكفائية - وهي المصالح العامة ومقتضيات النهوض والخروج من أزمة التخلف - جاذبة لتديننا وتقربنا إلى الله عز وجل ، فتكون مقتضيات التنمية الشاملة، والتنمية المستدامة، وانتهاج فعاليات التقدم في مجالات الحياة المتعددة عبادة يؤجر عليها الإنسان المسلم ويعمر بها البلد والوطن، فيجتمع الدين مع الدنيا، ويكون التدين عامل رقي وتقدم وليس عامل تخلف - كما يروج لذلك المغرضون أو الجاهلون بكنه الدين وحقيقته - وبذلك نترك الانعزالية في مجال التدين، ونتجاوز الفهم القاصر لأبعاد الواجبات الكفائية ، ونجدد الفهم لهذه الواجبات، التي اقتصر مفهومها -كما ذكرنا- على أحكام المصير الفردي، وهي في الأصل إنما شرعت لأجل حماية وصيانة المصير الجماعي للأمة. [ ص: 97 ] إن الواجبات الكفائية تحفظ المصالح العامة ، وتدفع الأمة نحو الاكتفاء والتنمية الشاملة والحضور في تنافسات العطاء البشري، وبذلك تجد الأمة طريقها لتمثيل الموقف الوسط بين الأمم، والقيام بوظيفة البلاغ والتأثير، والمساهمة في صناعة التاريخ.

ونورد في ما يأتي بعض الأولويات المطلوبة، على مستوى الواجبات الكفائية، التي نرى أن القيام بها على الوجه الأكمل يساهم بقدر كبير في استعادة العافية للأمة، واستقامة أمرها، واستغلال طاقاتها، لتحسين الواقع وصناعة المستقبل.

التالي السابق


الخدمات العلمية