أوقاف الرعاية الصحية

الدكتور / أحمد عوف عبد الرحمن

صفحة جزء
المبحث الثاني

منهاج المسلمين في تدريس العلوم الطبية

أدرك علماء الطب في الأمة الإسلامية أن أفضل وسيلة يكتسب الطالب بها علم الطب هـي الممارسة العملية، حيث إن علم الطب يقوم على التجربة والملاحظة، وأن المستشفيات هـي خير مكان لتلك الدراسة العملية، فأباحوا للطلاب الدراسة العملية في البيمارستانات بعد الدراسة النظرية في الكتب الطبية بإشراف الأستاذ المختص. ولم يكن يسمح لمن يدرس الطب أن يبدي رأيا قاطعا في علاج المرضى إلا إذا قام بتدوين آراء الأطباء السابقين والأعلام المعاصرين، وكان يعتبر هـذا بمثابة بحث طبي >[1] . وفي ذلك يقول علي بن ربن الطبري في «فردوس الحكمة في الطب»: «ولا ينبغي لأحد أن يعجل بالعلاج، ولا يقوم عليه إلا بعد التجربة ومعرفة الأدوية؛ لأن الدواء يصير في يد الجاهل كالسم الزعاف.. وربما كان السم بحكمة الحكيم وحسن تقديره مثل ماء الحياة» >[2] [ ص: 138 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية