توطين العلوم في الجامعات العربية والإسلامية (رؤية ومشروع)

الدكتور / علي القريش

صفحة جزء
في توطين مناهج كليات العلوم

مع افتراض حسن اختيار التخصصات والوحدات التعليمية «العلمية» وتوزيعها على مناهج المراحل الدراسية بشكل مناسب، يظل تكييف المحتوى بما ينسجم مع المسلمات المعرفية والظروف البيئية والاجتماعية شرطا أساسيا في توطين هـذه المناهج، والبداية في ذلك يجب أن تكون من خلال تصفية المسلمات التي تتعامل مع الظواهر الطبيعية وفقا للمنطق الميكانيكي للفيزياء التقليدية، التي ما كان لصاحبها « نيوتن » إلا الاعتراف بأن «الله يجري مشيئته في الكون بواسطة أسباب وعلل» >[1] .

وعلى مستوى آخر، لابد أن يجري التوطين في ضوء المفاضلة بين التخصصات والوحدات المطلوب إدراجها ضمن مناهج العـلوم، وفقا [ ص: 75 ] لما تقتضيه الظروف البيئية والاحتياجات التنموية ومرحلة التطور العلمي في المجتمع، وذلك على النحو الذي يساعد على زيادة السيطرة على البيئة، ويجعل من العلم أداة من أدوات التغيير.

وإنه لمن المهم في هـذا السياق أن يكون المدرس واعيا بإشكالية التوطين، ومدركا لأبعاده الفكرية والاجتماعية والبيئية، وأنه لابد من تحمله لمسئولياته التربوية في نقل ذلك الوعي والإدراك إلى المتلقين.

التالي السابق


الخدمات العلمية