تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاطفال تربويا

الدكتورة / حصة بنت محمد بن فالح الصغير

صفحة جزء
وللاستئذان آداب أخرى وهي مرتبة كما يلي:

1- أن يسلم ثم يستأذن

لما روى أبو داود ( عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم، أأدخل؟ فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ) .

2- أن يعلن عن اسمه أو صفته أو كنيته

لما جاء في الصحيحين في حديث الإسراء المشهور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك، قال: محمد ... فأتينا السماء الثانية قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك، قال: محمد... فأتينا السماء الثالثة قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك قيل محمد ... ) >[1] . [ ص: 145 ]

وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه، يقول: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فقال: أنا أنا‍، كأنه كرهها ) >[2] .

3- أن يستأذن ثلاث مرات

لما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع ) >[3] .

4- أن لا يدق الباب بعنف

ولا سيمـا إن كان رب المنـزل أباه أو أستـاذه أو ذا فضـل.. أخرج البخاري في الأدب المفرد عن أنس ، رضي الله عنه: ( أن أبواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأصابع ) ، وكان السلف يقرعون أبواب أشياخهم بالأظافر، وهذا يدل على مبالغتهم في الاحترام والأدب.

5- أن يتحول عن الباب عند الاستئذان

روى الطـبراني عن عبد الله بن بسر ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا، فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا ) . [ ص: 146 ]

وروى أبو داود : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم ) >[4] .

هذه من القواعد المهمـة التي وضعها الإسـلام في آداب الاستئذان، فما على المربين إلا أن يتقيدوا بها ويعلموها أولادهم ليعتادوا في حياتهم الاجتماعية عليها وفي تعاملهم مع الناس >[5] .

التالي السابق


الخدمات العلمية