العروج الحضاري بين مالك بن نبي وفتح الله جولن

الأستاذ الدكتور / فؤاد عبد الرحمن البنا

صفحة جزء
8- خارطة الإنتاج الفكري:

من يقرأ كتب مالك بن نبي التي تقارب العشرين سيجد أنها تتوزع بين كتب كاملة، وكتب كانت محاضرات ثم جمعت في كتاب واحد ضمن عنوان جامع.

وهذا الأمر أكثر وضوحا في إنتاج جولن، فقد ألقى مئات المحاضرات العميقة إضافة إلى آلاف الدروس والخطب والمواعظ، وقد جمعت بعض المحاضرات المتقاربة في كتب، مثل محاضرات السيرة النبوية التي جمعت في مجلد ضخم تحت عنوان "النور الخالد".

مما يجدر التذكير به في هذا المقام أن كتب جولن تزيد عن ثلاثة أضعاف كتب مالك، أي أنه كان أغزر في الإنتـاج، وأكثر تفرغا حتى أنه لم يتزوج أبدا، وبجانب ذلك كله فقد كان داعية ومربيا وواعظا له آلاف من أشرطة الكاسيت كما يقول تلاميذه ومحبوه، وهناك إذاعة خاصة في تركيا بمواعظ ودروس فتح الله جولن.

وهكذا، فقد تشابها في كثير من محطات حياتيهما، ومع ذلك فلكل شخصيته ومنهجه، ولكل بصماته المميزة في الفكر والفعل الحاضرين في واقع العالم الإسلامي.

ولكن يبقى سؤال بالغ الأهمية وهو: هل تقـاربا أم تباعدا، تشابـها أم تباينا في معادلات النهوض وموازنات العروج الحضاري؟

إن إجابة السؤال هي مضمون المباحث الثلاثة، التي تمثل جوهر هذه الدراسة، حيث سندرس معادلات كل مفكر منهما بمعزل عن الآخر في مبحثين منفصلين، وفي المبحث الأخير سنعقد المقارنات ونقيم المقاربات للإجابة المباشرة عن السؤال الآنف الذكر.

[ ص: 58 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية