العروج الحضاري بين مالك بن نبي وفتح الله جولن

الأستاذ الدكتور / فؤاد عبد الرحمن البنا

صفحة جزء
رابعا: ذاتية النهوض الحضاري:

أكد المفكران على أن النهـوض الحضـاري المنشود في هذا العصر لا يمكن أن يكون إلا ذاتيا، بمعنى أنه لا يمكن أن يخرج من مشكاة التراث، ولا يمكن أن ينبجس من منظومة الحضارة الغربية، وهذا يعني ضرورة جمع العروج الذاتي بين الأصالة الخالية من شوائب التراث، وبين المعاصرة البعيدة عن التغريب.

وقد ذكر ابن نبي في هذا السياق أن الشعوب الإسلامية استيقظت فجأة على خطر الاستعمار، وبقدر ما تمثل في هذا الأمر دافع الحياة، كان دافعا من دوافع الخطأ. وضرب المثل بشخص كان نائما في غرفة بالدور الخامس، فاستيقظ فجأة ليجد النار في غرفته، ودون أي تفكير ألقى بنفسه [ ص: 202 ] من نافذة الغرفة "فنحن قد ألقينا بأنفسنا من حيث لا نريد في هوة التقليد حتى ننجو من الاستعمار" >[1] .

وحتى لا نقع في التقليد بشقيه التاريخي والتغريبي، فقد حث المفكران على التوازن الزمني بين الاستفادة من الماضي والاستغراق في الحاضر واستشراف المستقبل.

التالي السابق


الخدمات العلمية