رؤى الإصلاح عند الإمام محمد الخضر حسين (رحمه الله)

الأستاذ الدكتور / المرسي محمود شولح

صفحة جزء
المفهوم الإسلامي للإصلاح:

في لسـان العرب: "الإصلاح: نقيض الفساد >[1] وصلح - صلاحا": زال عنه الفساد، و"أصلح الشيء: أزال فساده" >[2] .

وفي معجـم مفـردات ألفـاظ القـرآن: "الصـلاح ضد الفساد، وهما مختصان في أكثر الاسـتعمال بالأفعال، وقوبل في القرآن تارة بالفساد وتارة بالسـيئة، قال تعالى: ( خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ) (التـوبـة:102)، وقال تعالى: ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) >[3] (الأعـراف:56 وآية85). [ ص: 51 ]

والإصلاح في المفهوم الإسلامي هو: "محاولة رد الاعتبار للقيم الدينية، وتوضيح ما أثير حولها من شبه وشكوك.. ومحاولة السير بالمبادئ الإسلامية من نقطة الركود، التي وقفت عندها في حياة المسلمين إلى حياة المسلم المعاصر.." >[4] .

وهو: "محاولة تجديد واقع الأمة الإسلامية، والانتقال بها من وضعها المرضي إلى وضع تكون فيه أفضل حالا من حيث صحة العقيدة، وسلامة الأخلاق وفعالية الأداء" >[5] .

فالإصـلاح الأصـيل ينـطلق من المصـادر الإسـلامية، ويسـير في خـطـين متوازيين:

- الخط الأول: تنقية المفاهيم الإسلامية مما علق بها، وإزالة الشوائب عنها، وتصفيتها من الكدر الذي علق بها.

- الخط الثاني: تربية المسلمين على هذه المفاهيم الأصيلة ليعودوا بها إلى الحياة من جديد، موجهين وقادة، وليستردوا بهذه التربية على المفاهيم الأصيلـة الشخصية الإسـلامية المتكاملة، والمناهج الإسلامية الموضوعة لصالح الحياة.

وقد جرى الإمام، رحمه الله، على هذا المفهوم، وأخضع له مقالاته، وصاغ له عباراته، وأوقف عليه أفكاره ومداده. [ ص: 52 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية