تكامل الحضارات بين الإشكاليات والإمكانيات

الأستاذ الدكتور / عطا محمد حسن زهرة

صفحة جزء
1- توفر وسائل الاتصال الحديثة:

فقد شهد العالم خلال العقود القليلة الماضية ثورة هائلة في طرق المواصلات، من السيارة إلى الطائرة، وفي وسائل الاتصال من الهاتف الأرضي إلى الهاتف المحمول والفضائيات و"النت"، وما يقترن بها من برامج متطورة >[1] . وفي السنوات الأخيرة تزايدت الصحف المحلية والأجنبية وكذلك المجلات والقنوات التلفزيونية وغيرها، وعلى نحو يمكن معه القول بسيادة الصـورة السمعـية والبصـرية على غيـرها من وسـائل الإعـلام. وهي الآن الأداة الرئيسة، التي يتم من خلالها تنميط الوعي والإدراك لدى الناس في مختلف مواطنهم.

ورحـلات الأفراد وأسفارهم تساعد على الاحتكاك بين أبناء الأمم، وما ينجم عن ذلك من تأثيرات ثقافية. وقد يرى البعض أن للاختلاط آثارا [ ص: 100 ] سلبية تجد انعكاساتها في بعض مظاهر العداء بين الأمم، كما يبدو أحيانا بين الذين يخشون اضمحلال الثقافات الشرقية أمام تيار الثقافة "الغربية". ولكن حتى هذا الجانب له تداعيات إيجابية؛ لأنه يحفز على حفظ الثقافات الشرقية من الركود والجمود، كما يحمل إلى الثقافة الغربية روعة الآداب الشرقية وسمو روحانياتها >[2] .

وفي ظل هذه التطورات التكنولوجية، لابد أن تتغير أوضاع الثقافات، إذ يجري التبادل الثقافي بين أبناء المجتمعات المختلفة من خلال تناول المعلومات وربما أنماط السلوك. ومن المحتمل أن يؤدي تطور وسائل الاتصال إلى نوع من التقارب وإقامة علاقات تتعزز فيها حالة السلام، دون أن تذوب أي ثقافة في غيرها من الثقافات الأخرى >[3] .

التالي السابق


الخدمات العلمية