ضوابط التفاعل الحضاري (وسائله وآثاره التربوية)

الأستاذ / عبد الولي محمد يوسف

صفحة جزء
3- إضعاف عقيدة الولاء والبراء:

من الثوابت، التي جاء بها الإسلام، عقيدة الولاء والبراء، وجعل ذلك من أوثق عرى الإيمان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه ) >[1] .

وقد ضعفت هذه العقيدة في أجواء الترويج لكثير من الشعارات البراقة مثل: حوار الحضارات، وتوحيد الأديان والتقريب بينها، والتعايش السلمي، والتفاعل الحضاري، حتى وصل الأمر ببعض المسلمين أن يقفوا صفا واحدا مع غير المسلمين "ضد إخوانهم المسلمين، وذلك انطلاقا من مفهومات وطنية وإقليمية ضيقة، جاء الإسلام لاجتثاثها وبترها من جذورها" >[2] . [ ص: 198 ]

وهكذا يتلاشى مفهوم الولاء، الذي يقوم على أساس الدين؛ ليحل محله مفهوم الرابطة الوطنية والإقليمية، وتهمش العقيدة، حتى شاعت كثير من المفاهيم والمصطلحات، التي تسهم في عملية التمييع والتذويب لما بين المسلم وغيره من فوارق عقدية >[3] .

والدعوة إلى إحياء عقيدة الولاء والبراء ليست دعوة إلى عزل الأمة عن بقية العالم، وإنما القصد حماية الأمة من الذوبان والانصهار في أفكار الحضارة الغربية.

التالي السابق


الخدمات العلمية