بلاغة القص في القرآن الكريم وآفاق التلقي

الدكتور / سعاد الناصر

صفحة جزء
الخاتمة

تعرضت هـذه الدراسـة لبـلاغة القص في القرآن الكريم وآفاق التلقي، من خلال نصوص القصص القرآني، الذي يمثل ثلث القرآن، بأدوات لغوية وبلاغية ونصية، تحاول الإشارة إلى مكامن الجمال في بلاغته، ورونق أسلوبه، ووحدة بيانه، وتكامل خطابه.

ومن النتائج المستخلصة من الدراسة:

- جمالية التلقي تتشكل من خلال امتزاج البناء الفني، ومقاصد الرؤية الموضوعية الدعوية، وتعتمد على تقنيات بالغة الإعجاز والروعة. واستحضار المـدخـل البـلاغي في الفهم والاستنباط والتأمل، يكشف عن ثورة متجددة من المعاني والدلالات والبيان المعجز.

- شساعة التنـوع في أسلوب الخطاب وبلاغة القص، فالقصص القرآني لا تجري على نمط واحد، وإنما حسب السياق، وما يلائم مقتضى الدلالات وطبيعة المخاطب.

- تأكيد القصص القرآني على اعتبار الوظيفة الرسالية للرسل والأنبياء واحـدة، وقضيتهم قضية واحدة، هي توحيد العبودية لله، وأنها نماذج منتقاة من رب العزة، للتفاعل معها. [ ص: 141 ]

- رغـم انـتـهـاء السـرد في القصـة القرآنـيـة، فإن ظـلالهـا لا تـنـتـهي، بل تستكمل رحلة بيانها في بناء آفاق وفضاءات، مرتبطة مع باقي القصص القرآني، لتحقيق الوحدة الشمولية، تحث المتلقي على المزيد من التأمل والتدبر، وإنزال دلالاتها ومعانيها على أرض الواقع، من أجل ترشيد المسيرة وتصحيح السلوك، وإعادة صياغة نفسه وفق هديها.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل في الفهم والعمل والسلوك. [ ص: 142 ]

السابق


الخدمات العلمية