صفحة جزء
- فقدان الوضوح مع تلق بائس:

الغرب يقصفنا بكل ما لديه من أسلحة عسكرية وفكرية، فتضطرب ساحتنا، وتصير الرؤيا غير واضحة، ويصير رسم الموقف في غاية الصعوبة.

د. رضوان زيادة يدرس (العلمانية) كمثال، فيرى أنها صارت (مجرد سجال)، نقاش ونقاش بين مؤيد ومعارض، وليت الأمر يؤدي إلى إزالة التباس [ ص: 113 ] أو توضيـح مفهوم، (فالعلمانية) مثلا ما زال مفهومها غير محدد ولا مبلور، رغم كثرة الحديث عنها >[1] .

وقبل هذا يتحدث الكاتب عن (التلقي البائس) فيقول: "المنطقة العربية غير قادرة على الإسهام -يقصد في الحضارة - ويقتصر دورها على (التلقي السلبي)، وفي الغالب يكون (سيئا وبائسا) ويظهر ذلك عندما تقرأ (الإشكاليات) في غير سياقها التاريخي والاجتماعي، كما حصل في مصطلحات (العلمانية والاشتراكية والحداثة وما بعدها" >[2] .

فإذا كانت المصطـلحـات غير واضحة فكيف يكون (التطبيق)؟؟ ستظل هذه المصطلحات سببا للاختلاف والشد والجذب، وكل ذلك يجعلنا نراوح في مكاننا، على حين يتقدم غيرنا، ويظل الغرب يمطرنا بأسلحته العسـكرية، وبمصطلحـاته، ونصيبنا (تلق بائس) ومواقف مختلفة متجاذبة أشبه بلعبة (شد الحبل)!! [ ص: 114 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية