حاجة الدعاة لعلمي المقاصد وفقه الواقع

الأستاذ الدكتور / أحمد فؤاد عيساوي

صفحة جزء
الخاتمة

من خلال ما طرحنا من تساؤلات وإشكالات بحثية جديرة بالدراسة والتحليل والنظر من وجهة نظرنا، حول أهمية وأثر فقه علم المقاصد وفقه الواقع والمحل والتنزيل في نجاح العملية الدعوية، وبعد أن عرضنا فرضياتنا وتقصياتنا وأدلتنا البحثية النقلية والعقلية، وتبينا أن البحث والتمكن من علم المقاصد وفقه الواقع قيمة محورية ومركزية في صميم المنظومة المعرفية الشرعية الإسلامية، وهو علم لا غنى للداعية عنه البتة، نظرا لخصوصيته في فهم الدين وتحليل ظاهرة التدين، ومعرفة المناهج المثلى للوصول إلى جمهور المدعوين، أمكننا في نهاية هذا البحث، وبعد خطوات من الاستقصاء والتدليل أن نقرر الآتي:

1 - قيمة ومركزية علم مقاصد الشريعة الإسلامية وفقه الواقع والمحل والتنزيل وسعته وتطوره والإضافات المتميزة، التي أضيفت إليه.

2 - قيمة وأهمية ودور فقه علم المقاصد وفقه الواقع والمحل والتنزيل لنجاح العملية الدعوية.

3 - قيمة علم المقاصد لنجاح الداعية الإسلامي، ودوره في زيادة تأصيل وحكمة وحنكة وثقافة ومنهج الداعية.

4 - أثر علم المقاصد وفقه الواقع والمحل والتنزيل في التأثير في جمهور المدعوين، على اختلاف أصنافهم ومستوياتهم وفئاتهم.

5 - قيمة وأهمية النماذج القرآنية في تعزيز مكانة وفاعلية الدرس الدعوي، كحوار النملة ونبي الله سليمان، عليه الصلاة والسلام، من وجهة مقاصدية.

[ ص: 205 ] * التوصيات:

وعليه، يوصي صاحب الدراسة بالآتي:

1 - ضرورة حذق الداعية لعلوم الشريعة عموما، وتمهره في علم مقاصد الشريعة وفقه الواقع والمحل والتنزيل خصوصا، ولاسيما الزيادات والإضافات والشروح، التي أبدع فيها المحدثون: السيد رشيد رضا، عبد الوهاب خلاف، محمد الطاهر بن عاشـور، علال الفاسي، محمود شلتوت، محمد أبو زهرة، عبد المجيد النجار، أحمد الريسـوني، طه جابر العـلواني، عمر عبيد حسـنه، عبد الله بن بية، عبد الكريم حامدي... وغيرهم.

2 - استثمار هذا العلم ومناهجه وعطاءاته في نجاح الداعية والدعوة.

3 - الاستفادة من هذا العلم أثناء التعامل مع جمهور المدعوين، حيث لكل منهم خطابه.

4 - إعادة قراءة وفهم وتحليل واستيعاب الأطر المرجعية المقدسة (الكتاب، السنة) قراءة تراثية علمية ومنهجية شاملة، بهدف معرفة خلاصات وفهومات السلف الصالح لهما (الصحابة، التابعون، وتابعيهم بإحسان) ، وفهم واستيعاب التراث العلمي الإسلامي وتراكماته المعرفية المختلفة عبر العصور، بغرض توظيفه في بناء الخطاب الإسلامي المعاصر الدقيق والمنسجم والبناء والذي يستجيب لمتطلبات ونوازل الحضارة المعاصرة.

والله أعلى وأعلم.

[ ص: 206 ]

السابق


الخدمات العلمية