صفحة جزء
1387 - مسألة : وكل من ادعى أن ذلك اللقيط ابنه من المسلمين حرا كان ، أو عبدا : صدق ، إن أمكن أن يكون ما قال حقا ، فإن تيقن كذبه لم يلتفت .

برهان ذلك - : أن الولادات لا تعرف إلا بقول الآباء والأمهات ، وهكذا أنساب الناس كلهم ، ما لم يتيقن الكذب .

وإنما قلنا - للمسلمين - للثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { كل مولود يولد على الفطرة وعلى الملة } وقوله عليه السلام عن ربه تعالى في حديث عياض بن حمار المجاشعي : { خلقت عبادي حنفاء كلهم } . ولقوله تعالى : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } .

فإن ادعاه كافر لم يصدق ; لأن في تصديقه إخراجه عن ما قد صح له من الإسلام ، ولا يجوز ذلك إلا حيث أجازه النص ممن ولد على فراش كافر من كافرة فقط ، ولا فرق بين حر وعبد فيما ذكرنا [ ص: 136 ]

وقال الحنفيون : لا يصدق العبد ; لأن في تصديقه إرقاق الولد - وكذبوا في هذا ولد العبد من الحرة حر ، لا سيما على أصلهم في أن العبد لا يتسرى

وأما نحن فقد قلنا : إن الناس على الحرية ، ولا تحمل امرأة العبد إلا على أنها حرة فولده حر ، حتى يثبت انتقاله عن أصله - وبالله تعالى التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية