صفحة جزء
2121 - مسألة : قال علي : وأما من أوقد نارا ليصطلي ، أو ليطبخ شيئا ، أو أوقد سراجا ثم نام ، فاشتعلت تلك النار فأتلفت أمتعة وناسا ، فلا شيء عليه في ذلك أصلا .

وقد جاءت في هذا آثار : كما روينا من طريق أبي بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن شعبة قال : سألت الحكم بن عتيبة ، وحماد بن أبي سليمان عن رجل رمى نارا في دار قوم فاحترقوا ، قالا جميعا : ليس عليه قود ولا يقتل .

وبه - إلى وكيع عن عبد العزيز بن حصين عن يحيى بن يحيى الغساني قال : أحرق رجل تبنا في فراج له فخرجت شررة من نار فأحرقت شيئا لجاره ؟ فكتبت فيه إلى [ ص: 221 ] عمر بن عبد العزيز ؟ فكتب إلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { العجماء جرحها جبار } وأرى أن النار جبار .

قال علي : صدق - رضي الله عنه - : النار عجماء فهي جبار ؟ قال علي : فنظرنا ، هل روي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء ؟ فوجدنا - ما ناه أحمد بن عبد الله الطلمنكي قال : نا ابن مفرج نا محمد بن أيوب الرقي الصموت نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار نا سلمة بن شبيب ، وأحمد بن منصور نا عبد الرزاق نا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { النار جبار } .

نا عبد الله بن ربيع نا عمر بن عبد الملك نا محمد بن بكر نا أبو داود نا جعفر بن مسافر نا زيد بن المبارك نا عبد الملك الصنعاني عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { النار جبار } .

قال علي : وهذا خبر صحيح تقوم به الحجة ، ولا يحل خلافه ، فوجب بهذا أن كل ما تلف بالنار فهو هدر ، إلا نارا اتفق الجميع على تضمين طارحها ، وليس ذلك إلا ما تعمد الإنسان طرحها للإفساد ، والإتلاف ، فهذا مباشر متعد فعليه القود فيما عمد قتله ، والدية على العاقلة في الخطأ .

وأما نار أوقدها غير متعد فهي جبار ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا عموم لا يجوز تخصيصه إلا ما خصه نص أو إجماع ، ولا إجماع إلا فيما ذكرنا من القصد - وبالله تعالى التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية