صفحة جزء
2186 - مسألة : من قال : لا يؤاخذ الله عبدا بأول ذنب ؟ قال أبو محمد رحمه الله : نا عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن المعافري عن ابن شهاب قال : أتي أبو بكر الصديق بسارق ؟ فقال : اقطعوا يده فقال : أقلنيها يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما سرقت قبلها ؟ فقال له أبو بكر : كذبت ، والذي نفسي بيده ما غافص الله مؤمنا بأول ذنب يعمله

وبه - إلى ابن وهب عن سفيان الثوري عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : أتي عمر بن الخطاب بسارق فقال : والله ما سرقت قبلها ؟ فقال له عمر : كذبت ورب عمر ، ما أخذ الله عبدا عند أول ذنب

وبه - إلى ابن وهب عن عبد الله بن سمعان بهذا ، وأن علي بن أبي طالب قال [ ص: 65 ] له : الله أحلم من أن يأخذ عبده في أول ذنب يا أمير المؤمنين ؟ فأمر به عمر فقطع ، فلما قطع قام إليه علي بن أبي طالب فقال له : أنشدك الله ، كم سرقت من مرة ؟ قال له : إحدى وعشرين مرة - [ غافصه : فاجأه وأخذه على غرة ]

قال أبو محمد رحمه الله : يفعل الله ما يشاء ، وكل أحكامه عدل وحق ، فقد يستر الله الكثير والقليل ، على من يشاء - إما إملاء وإما تفضلا - ليتوب ، ويأخذ بالذنب الواحد ، وبالذنوب - عقوبة أو كفارة له { لا معقب لحكمه } و { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون }

والإسنادان عن أبي بكر ، وعلي : ضعيفان ، أحدهما مرسل ، والآخر مرسل ساقط ، والإسناد في ذلك عن عمر صحيح - ولله الأمر من قبل ومن بعد .

التالي السابق


الخدمات العلمية