2312 - مسألة : من 
سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو الله تعالى ، أو نبيا من الأنبياء ، أو ملكا من الملائكة ، أو إنسانا من الصالحين ، هل يكون بذلك مرتدا - إن كان مسلما - أم لا ؟ وهل يكون بذلك ناقضا للعهد - إن كان ذميا - أم لا ؟ قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد    : اختلف الناس فيمن سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو نبيا من الأنبياء ، ممن يقول : إنه مسلم : فقالت طائفة : ليس ذلك كفرا . 
وقالت طائفة : هو كفر ، وتوقف آخرون في ذلك : فأما التوقف فهو قول أصحابنا . 
وأما من قال : إنه ليس كفرا - فإننا روينا بإسناد غاب عنا مكانه من روايتنا ، إلا  
[ ص: 432 ] أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب  قال : لا أوتى برجل قذف 
داود  عليه السلام بالزنا إلا جلدته حدين . 
وأما من قال : إنه كفر فأباح دمه بذلك - فإن 
عبد الله بن ربيع  قال : نا 
محمد بن معاوية  نا 
أحمد بن شعيب   أنا 
محمد بن العلاء   نا 
أبو بكر  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة  قال : تغيظ 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر  على رجل ، فقلت : من هو يا خليفة رسول الله ؟ قال : لم ؟ قلت له : لأضرب عنقه ، إن أمرتني بذلك ؟ قال : أو كنت فاعلا ، قال : قلت : نعم ، قال : فذكرت كلمة معناها لأذهب عظم كلمتي التي قلت غضبه ، ثم قال : ما كانت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
حدثنا 
حمام  نا 
عباس بن أصبغ  نا 
محمد بن عبد الملك بن أيمن  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16905محمد بن إسماعيل الترمذي  نا 
الحميدي  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة  عن 
أبي البختري  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة  ، قال : مررت على 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق  وهو متغيظ على رجل من أصحابه ، فقلت : يا خليفة رسول الله من هذا الذي تغيظ عليه ؟ قال : ولم تسأل عنه ؟ قلت لأضرب عنقه قال : فوالله لأذهب غضبه ما قلت ، ثم قال : ما كان لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
نا 
عبد الله بن ربيع  نا 
محمد بن معاوية  نا 
أحمد بن شعيب   أنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة  قال : سمعت 
أبا نصر - هو حميد بن هلال    - يحدث عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة  ، قال : أتيت على 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق  وقد أغلظ لرجل فرد عليه ، فقلت : ألا أضرب عنقه ؟ فانتهرني وقال : إنها ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
حدثنا 
عبد الله بن ربيع  نا 
محمد بن معاوية  نا 
أحمد بن شعيب   أنا 
أبو داود  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15771حميد بن هلال  عن 
عبد الله بن مطرف بن الشخير  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة الأسلمي  قال : كنا عند 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر  فغضب على رجل من المسلمين ، فاشتد غضبه جدا ، فلما رأيت ذلك قلت : يا خليفة رسول الله أضرب عنقه ؟ فلما ذكرت القتل أضرب عن ذلك الحديث أجمع إلى غير ذلك من النحو ، قال : فلما تفرقنا أرسل إلي فقال : يا أبا برزة ما قلت ؟ قال : ونسيت الذي قلت ؟ فقلت له : ذكرنيه ؟ فقال : أما تذكر ما قلت ؟ قلت : لا ، والله ، قال : رأيت حين رأيتني  
[ ص: 433 ] غضبت على الرجل ، فقلت : أضرب عنقه يا خليفة رسول الله ، أما تذكر ذلك ، أو كنت فاعلا ذلك ؟ قلت : نعم ، والله ولئن أمرتني فعلت ، قال : والله ما هي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد    : فإن قيل - هذا خبر رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة    - مرة عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد  ، ومرة عن 
أبي البحتري  ، وكلاهما عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة  ؟ قلنا : فكان ماذا ؟ كلهم ثقة ، سمعه من كل واحد فحدث به كذلك ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16718وعمرو بن مرة  من الجلالة والثقة بحيث لا يغمزه بمثل هذا إلا جاهل . 
فإن قيل : إن معنى قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر  هذا إنما هو ما كان لأحد أن يطاع في سفك دم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قلنا نعم ، وأراد أيضا معنى آخر ، كما روينا مبينا بلا إشكال : حدثنا 
محمد بن سعيد بن نبات  نا 
أحمد بن عون الله  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ  نا 
محمد بن عبد السلام الخشني  نا 
محمد بن بشار  أنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17104معاذ بن معاذ العنبري  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  عن 
ثوبة العنبري  قال : سمعت 
أبا السوار القاضي عبد الله بن قدامة  يحدث عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة  قال : أغلظ رجل 
 nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر الصديق  ، قلت : ألا أقتله ؟ فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر    : ليس هذا إلا لمن شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم - فبين 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق  رضي الله عنه أنه لا يقتل من شتمه ، لكن يقتل من شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم . 
وقد علمنا أن دم المسلمين حرام إلا بما أباحه الله تعالى به ، ولم يبحه الله تعالى قط ، إلا في الكفر بعد الإيمان ، أو زنا المحصن ، أو قود بنفس مؤمنة ، أو في المحاربة ، وقطع الطريق ، أو في المدافعة عن الظلمة ، أو في الممانعة من حق ، أو فيمن حد في الخمر ثلاث مرات ، ثم شربها الرابعة فقط . 
وقد علمنا - أن من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبيقين ندري أنه لم يزن ، ولا شرب خمرا ، ولا قصد ظلم مسلم ، ولا قطع طريقا - فلم يبق إلا أنه عند 
 nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر  كافر . 
حدثنا 
عبد الله بن ربيع  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13542ابن مفرج  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح  نا 
سحنون  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=22خالد  عن 
حميد  عن 
عمر بن عبد الله  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16313عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب   [ ص: 434 ] أنه كان على 
الكوفة   nindex.php?page=showalam&ids=16673لعمر بن عبد العزيز  ، فكتب إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز    : إني وجدت رجلا 
بالكوفة  يسبك ، وقامت عليه البينة ، فهممت بقتله ، أو قطع يديه ، أو قطع لسانه ، أو جلده ثم بدا لي أن أراجعك فيه - فكتب إليه 
 nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز    : سلام عليك ، أما بعد : والذي نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به ، ولو قطعته لقطعتك به ، ولو جلدته لأقدته منك ، فإذا جاءك كتابي هذا ، فاخرج به إلى الكناسة فسبه كالذي سبني ، أو اعف عنه ، فإن ذلك أحب إلي ، فإنه لا يحل قتل امرئ مسلم يسب أحدا من الناس إلا رجلا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم " 
وذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه  ، وسائر أصحاب الحديث ، وأصحابهم ، إلى أنه بذلك كافر مرتد ؟ قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد    : فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب أن ننظر فيما احتجت به كل طائفة لقولها لنعلم الحق من ذلك فنتبعه - بعون الله تعالى وتأييده . فوجدنا من قال : لا يكون بذلك كافرا يحتجون بما روينا من طريق مسلم نا 
زهير بن حرب  نا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير بن عبد الحميد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن المعتمر  عن 
أبي وائل  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود  لما كان يوم 
خيبر    { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=48411آثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناسا في القسمة فقال رجل : والله إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله تعالى فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته بما قال ، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان كالصرف ، ثم قال : من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ؟ يرحم الله موسى  لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر   } . 
وبما روينا من طريق 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  نا 
عمرو بن حفص بن غياث  نا أبي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش  نا 
سفيان  قال : { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=48412قال  nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود  كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون   } . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد    : وكل هذا لا حجة لهم فيه : أما القائل في قسمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه قسمة ما عدل فيها ، ولا أريد بها وجه الله تعالى ، فقد قلنا : إن هذا كان يوم 
خيبر  ، وإن هذا كان قبل  
[ ص: 435 ] أن يأمر الله تعالى بقتل المرتدين ، وليس في هذا الخبر أن قائل هذا القول ليس كافرا بقول ذلك ، فإذ ليس ذلك في الخبر فلا متعلق لهم به . وأما حديث النبي الذي به ضربه قومه فأدموه ، فكذلك أيضا ، ومعنى دعاء ذلك النبي عليه السلام لهم بالمغفرة : إنما هو بأن يؤمنوا فيغفر الله تعالى لهم ، ويبين أنهم كانوا كفارا به قوله " فإنهم لا يعلمون " فصح أنهم كانوا لا يعلمون بنبوته . فصح أن كلا الخبرين لا حجة لهم فيه . 
وأما سب الله تعالى - فما على ظهر الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد ، إلا أن 
الجهمية  ، 
والأشعرية    - وهما طائفتان لا يعتد بهما - يصرحون بأن سب الله تعالى ، وإعلان الكفر ، ليس كفرا ، قال بعضهم : ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر ، لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى - وأصلهم في هذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الإسلام - وهو أنهم يقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب فقط - وإن أعلن بالكفر - وعبادة الأوثان بغير تقية ولا حكاية ، لكن مختارا في ذلك الإسلام . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد  رحمه الله : وهذا كفر مجرد ; لأنه خلاف لإجماع الأمة ، ولحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وجميع الصحابة ومن بعدهم ; لأنه لا يختلف أحد - لا كافر ولا مؤمن - في أن هذا القرآن هو الذي جاء به 
محمد  صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أنه وحي من الله تعالى ، وإن كان قوم من 
الروافض  ادعوا أنه نقص منه ، وحرف ، فلم يختلفوا أن جملته - كما ذكرنا . 
ولم يختلفوا في أن فيه التسمية بالكفر ، والحكم بالكفر قطعا على من نطق بأقوال معروفة ، كقوله تعالى { 
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم   } .