صفحة جزء
367 - مسألة : ومن قرأ أم القرآن أو شيئا منها ، أو شيئا من القرآن في صلاته مترجما بغير العربية ، أو بألفاظ عربية غير الألفاظ التي أنزل الله تعالى ، عامدا لذلك ، أو قدم كلمة أو أخرها عامدا لذلك - : بطلت صلاته ، وهو فاسق ; لأن الله تعالى قال : { قرآنا عربيا } ، وغير العربي ليس عربيا ، فليس قرآنا . وإحالة رتبة القرآن تحريف كلام الله تعالى ، وقد ذم الله تعالى قوما فعلوا ذلك فقال : { يحرفون الكلم عن مواضعه } . وقال أبو حنيفة تجزيه صلاته ، واحتج له من قلده بقول الله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } . قال علي : لا حجة لهم في هذا ; لأن القرآن المنزل علينا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم لم ينزل على الأولين ، وإنما في زبر الأولين ذكره والإقرار به فقط ; ولو أنزل على غيره عليه السلام لما كان آية له ، ولا فضيلة له ، وهذا لا يقوله مسلم ، ومن كان لا يحسن العربية فليذكر الله تعالى بلغته ; لقول الله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } . ولا يحل له أن يقرأ أم القرآن ولا شيئا من القرآن مترجما على أنه الذي افترض عليه أن يقرأه ; لأنه غير الذي افترض عليه كما ذكرنا ; فيكون مفتريا على الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية