صفحة جزء
797 - مسألة : ولا يحل صوم الليل أصلا ، ولا أن يصل المرء صوم يوم بصوم يوم آخر لا يفطر بينهما ، وفرض على كل أحد أن يأكل أو يشرب في كل يوم وليلة ولا بد . نا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد نا إبراهيم بن أحمد نا الفربري نا البخاري نا إبراهيم بن حمزة نا ابن أبي حازم عن يزيد هو ابن الهادي - عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري : " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر ، قالوا : فإنك تواصل يا رسول الله قال : لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني } . ورويناه أيضا مسندا صحيحا من طريق أم المؤمنين عائشة ، وأنس ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، كلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الآثار تنتظم كل ما قلنا . قال أبو محمد : وقد روينا النهي عن الوصال عن أبي سعيد الخدري ، وعائشة أم المؤمنين ، وعلي ، وأبي هريرة ، وروينا عن بعض السلف إباحة الوصال ، كما روينا من طريق ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال : { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين : فإنك تواصل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ; فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال عليه السلام : لو تأخر الهلال لزدتكم ; كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا } . وعن أخت أبي سعيد الخدري أنها كانت تواصل ، وكان أخوها ينهاها ; قال علي : هي صاحبة بلا شك . ومن طريق حماد بن سلمة نا عمار بن أبي عمار قال : كان عبد الله بن الزبير يواصل سبعة أيام فإذا كان الليلة السابعة دعا بإناء من سمن فشربه ثم يؤتى بثريدة فيها [ ص: 444 ] عرقان ويؤتي الناس بالجفان فيقول : هذا من خالص مالي ، وهذا من بيت مالكم . وكان ابن وضاح يواصل أربعة أيام . قال أبو محمد : هذا يوضح أن لا حجة في أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صاحب ، ولا غيره ; فقد واصل قوم من الصحابة رضي الله عنهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتأولوا في ذلك التأويلات البعيدة فكيف بعده عليه السلام ؟ فكيف من دونهم ؟ ولا فرق بين من خالف حضه عليه السلام على صوم يوم عرفة ونهيه عليه السلام عن تخصيص صوم يوم الجمعة ، وتأولوا في ذلك : أنه عليه السلام لم يصم يوم عرفة { ، وقول ابن مسعود قل ما رأيته عليه السلام مفطرا يوم الجمعة } وبين من خالف نهيه عن الوصال وتأول أنه عليه السلام كان يواصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية