صفحة جزء
- 96 مسألة : والإجماع هو ما تيقن أن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوه [ ص: 76 ] وقالوا به ولم يختلف منهم أحد ، كتيقننا أنهم كلهم رضي الله عنهم صلوا معه عليه السلام الصلوات الخمس كما هي في عدد ركوعها وسجودها ، أو علموا أنه صلاها مع الناس كذلك ، وأنهم كلهم صاموا معه ، أو علموا أنه صام مع الناس رمضان في الحضر . وكذلك سائر الشرائع التي تيقنت مثل هذا اليقين . والتي من لم يقر بها لم يكن من المؤمنين وهذا ما لا يختلف أحد في أنه إجماع . وهم كانوا حينئذ جميع المؤمنين لا مؤمن في الأرض غيرهم . ومن ادعى أن غير هذا هو إجماع كلف البرهان على ما يدعي ولا سبيل إليه .

97 - مسألة : وما صح فيه خلاف من واحد منهم أو لم يتيقن أن كل واحد منهم رضي الله عنهم عرفه ودان به فليس إجماعا ، لأن من ادعى الإجماع ههنا فقد كذب وقفا ما لا علم له به . والله تعالى يقول : { ولا تقف ما ليس لك به علم } .

التالي السابق


الخدمات العلمية