صفحة جزء
. ( قال ) وإذا غربت الشمس دفع على هينته على هذا اتفق رواة نسك رسول الله صلى الله عليه وسلم { أنه وقف بعرفة حتى إذا غربت الشمس دفع منها } .

وروي { أنه خطب عشية عرفة فقال : أيها الناس إن أهل الجاهلية والأوثان يدفعون من عرفة قبل غروب الشمس إذا تعممت بها رءوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم ، وإن هدينا ليس كهديهم فادفعوا بعد غروب الشمس } فقد باشر ذلك ، وأمر به إظهارا لمخالفة المشركين فليس لأحد أن يخالف ذلك إلا أنه إن خاف الزحام فتعجل قبل الإمام فلا بأس به إذا لم يخرج من حدود عرفة قبل غروب الشمس ، وكذلك إن مكث قليلا بعد غروب الشمس ، وذهاب الإمام مع الناس لخوف الزحام فلا بأس به بعد أن لا يطوله لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها بعد إفاضة الإمام دعت بشراب فأفطرت ، ثم أفاضت .

( قال ) ويمشي على هينته في الطريق هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيها الناس ليس البر في إيجاف الخيل ، ولا في إيضاع الإبل ، عليكم بالسكينة والوقار } .

وروى جابر رضي الله تعالى عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي على راحلته في الطريق على هينته حتى إذا كان في بطن الوادي أوضع راحلته وجعل يقول :

إليك تعدو قلقا وضينها مفارقا دين النصارى دينها     معترضا في بطنها جنينها

} فزعم بعض الناس أن الإيضاع في هذا الموضع سنة ، ولسنا نقول به ، وتأويله أن راحلته كلت في هذا الموضع فبعثها فانبعثت كما هو عادة الدواب لا أن يكون قصده الإيضاع

التالي السابق


الخدمات العلمية