صفحة جزء
. ( قال ) وإن كان الذي أتى مكة لطواف الزيارة بات بها فنام متعمدا أو في الطريق فقد أساء ، وليس عليه شيء إلا الإساءة لما روي أن عمر رضي الله عنه كان يؤدب الناس على ترك المقام بمنى في ليالي الرمي ، ولكن [ ص: 25 ] ليس عليه شيء عندنا . وقال الشافعي رحمه الله تعالى إن ترك البيتوتة ليلة فعليه مد ، وإن ترك ليلتين فعليه مدان ، وإن ترك ثلاث ليال فعليه دم ، وقاس ترك البيتوتة في وجوب الجزاء به بترك الرمي ، ولكنا نستدل بحديث العباس رضي الله عنه { أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيتوتة بمكة في ليالي الرمي لأجل السقاية فأذن له في ذلك } ، ولو كان ذلك واجبا ما رخص له في تركه لأجل السقاية ، ولأن هذه البيتوتة غير مقصودة بل هي تبع للرمي في هذه الأيام فتركها لا يوجب إلا الإساءة كالبيتوتة بمزدلفة ليلة يوم النحر ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية