صفحة جزء
ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، جاء عن الضحاك رحمه الله في تفسير قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك حين تقوم } أنه قول المصلي عند الافتتاح سبحانك اللهم وبحمدك وروى هذا الذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر وعلي وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم : { أنه كان يقوله عند افتتاح الصلاة } ، ولم يذكر وجل ثناؤك ; لأنه لم ينقل في المشاهير ، وذكر محمد رحمه الله في كتاب الحجة عن أهل المدينة ويقول المصلي أيضا وجل ثناؤك وعن أبي يوسف في الأمالي قال أحب إلي أن يزيد في الافتتاح : { وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين } لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند افتتاح الصلاة : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا } ، إلى آخره والشافعي رضي الله تعالى عنه يقول بهذا ويزيد عليه أيضا ما رواه علي رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : { اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وتب علي إنك أنت التواب الرحيم } ، وفي بعض الروايات : { اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها ، فإنه لا [ ص: 13 ] يصرف عني سيئها إلا أنت ، أنا بك ولك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك } ، فتأويل هذا كله عندنا أنه كان في التهجد بالليل والأمر فيه واسع ، فأما في الفرائض ، فإنه لا يزيد على ما اشتهر فيه - الأثر .

التالي السابق


الخدمات العلمية