صفحة جزء
( قال ) وإن قال : زنأت في الجبل وقال عنيت الصعود فيه عليه الحد في قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله ، ولا حد عليه في قول محمد فمحمد رحمه الله يقول : أهل اللغة يستعملون هذا اللفظ مهموزا عند ذكر الجبل ويريدون به الصعود قال القائل :

وارق إلى الخيرات زنئا في الجبل

وأكثر ما فيه أن تكون الكلمة مشتركة والحد لا يجب بمثله ، ولكنا نقول مطلق اللفظ محمول على ما يتفاهمه الناس في مخاطباتهم والعامة [ ص: 127 ] لا يفهمون من هذا اللفظ إلا الزنا فبهذا الطريق يلحق المقذوف الشين فيقام الحد على القاذف لدفع الشين عنه ، ألا ترى أنه لو لم يذكر الجبل كان قاذفا ملتزما للحد بأن قال زنأت فلا يتغير بذكر الجبل ، كما لو قال : زنيت لا يفصل بين قوله زنيت في الجبل وبين قوله بدون ذكر الجبل

التالي السابق


الخدمات العلمية