صفحة جزء
قال : ( رجل دعا في صلاته فسأل الله تعالى - الرزق والعافية لم تفسد صلاته ) لقوله تعالى { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } وقال : عليه الصلاة والسلام { وأما في سجودكم فاجتهدوا بالدعاء ، فإنه قمن أن يستجاب لكم } وحاصل المذهب عندنا أنه إذا دعا في صلاته بما في القرآن أو بما يشبه ما في القرآن لم تفسد صلاته ، وإن دعا بما يشبه كلام الناس نحو قولهم : اللهم ألبسني ثوبا اللهم زوجني فلانة تفسد صلاته ، وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه إذا دعا في صلاته بما يباح له أن يدعو به خارج الصلاة لم تفسد صلاته لقوله تعالى { واسألوا الله من فضله } وقال عليه الصلاة والسلام { سلوا الله حوائجكم حتى الشسع لنعالكم والملح لقدوركم } ، وإن عليا رضي الله تعالى عنه في حروبه كان يقنت في صلاة الفجر يدعو على من ناواه .

( ولنا ) حديث معاوية بن الحكم فقد جعل قوله : يرحمك الله من جنس كلام الناس ، وقال : إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس فهو كلامهم ، وإن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه رأى ابنا له يدعو في صلاته فقال : إياك أن تكون من المعتدين ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { سيكون في أمتي أقوام يعتدون في الدعاء وتلا قوله تعالى { إنه لا يحب المعتدين } ثم قال أما يكفيك أن تقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل } ولا حجة في حديث علي ، فإنهم لم يسوغوا له ذلك الاجتهاد حتى كتب إليه أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أما بعد ، فإذا أتاك كتابي فأعد صلاتك . وفي الأصل قال : أرأيت لو أنشد شعرا أما كان مفسدا لصلاته ، ومن الشعر ما هو ذكر نحو قول القائل :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

.

التالي السابق


الخدمات العلمية