صفحة جزء
قال : ( ولو أن المريض إذا صلى بالإيماء مضطجعا ثم قدر على الركوع والسجود في آخر الصلاة يجب عليه أن يستقبل الصلاة ) ولا يبني إلا على قول زفر رحمه الله تعالى ، وهذا بناء على أصل وهو أن المنفرد يبني آخر صلاته على أول صلاته ، كالمقتدي يبني صلاته على صلاة الإمام ، ففي كل موضع يصح الاقتداء يصح البناء وإلا فلا فنقول بأن الإمام إذا صلى بالإيماء مضطجعا والمقتدي يصلي بالركوع والسجود لا يصح اقتداؤه به ، فكذلك هنا لا يجوز له البناء ، وأما إذا صلى قاعدا بالركوع والسجود ثم برأ وقدر على القيام في بعض الصلاة له أن يبني على صلاته ، ولا يجب عليه أن يستقبل ; لأن الإمام إذا صلى قاعدا والمقتدي قائما يصح الاقتداء به عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله تعالى فكذلك يصح البناء ، وأما إذا شرع في الصلاة قائما ثم عجز عن القيام في خلال الصلاة وقعد له أن يبني على صلاته ; لأن هذا بناء القوي على الضعيف ، وذلك يصح والله سبحانه وتعالى أعلم

التالي السابق


الخدمات العلمية